مناورات عسكرية جديدة بين السودان ومصر وتدريب لضرب (اهداف معادية) وسط توترات سد النهضة وتهديد السيسي
الخرطوم “تاق برس” – أعلن الجيش المصري، الأربعاء، أن قوات سودانية ومصرية نفذت تدريبات عسكرية، وذلك في إطار المناورات لمشتركة “نسور النيل – 2، لإدارة العمليات الجوية، بمشاركة عناصر من قوات الصاعقة في البلدين.
وتاتي التدريبات العسكرية في وقت تشهد فيه العلاقات بين أديس أبابا والقاهرة والخرطوم توترا على خلفية قضية سد النهضة، مع اقتراب موعد هطول الأمطار الذي تقول إثيوبيا أنها ستبدأ خلاله الملء الثاني بمقدار 4.5 مليار متر مكعب.
وقال المتحدث باسم الجيش المصري،العميد تامر الرفاعي في تصريح صحفي إن جيشي الخرطوم والقاهرة يجريان تدريب جوي مشترك “نسور النيل -2″، في قاعدة مروي الجوية، شمالي السودان.
ووفق المتحدث باسم الجيش المصري، فإن القوات المصرية والسودانية شاركت في عدد “من الأنشطة التدريبة المكثفة”، مشيرا إلى أن المراحل الأولى بدأت بـ”إجراءات التلقين وأسلوب تنظيم التعاون لتوحيد المفاهيم وصقل المهارات لإدارة العمليات الجوية المشتركة بكفاءة عالية.. فضلاً على تنفيذ العديد من الطلعات المشتركة لمهاجمة الأهداف المعادية وحماية الأهداف الحيوية بمشاركة مجموعة من المقاتلات المتعددة المهام”.
وتأتي هذه المناورات غداة تحذير الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، من المساس بمياه مصر، في تعليقه على تطورات مفاوضات سد النهضة الإثيوبي، والذي تخشى القاهرة والخرطوم تأثيره على حصتهما من مياه نهر النيل.
واشار المسؤول العسكري المصري الى إن قاعدة مروى الجوية في السودان تستضيف التدريب، بـ”مشاركة عناصر من القوات الجوية المصرية والسودانية وعناصر من قوات الصاعقة لكلا البلدين”.
ولفت الى انها واصلت “التدريب على أعمال الاقتحام وعمليات الإخفاء والتمويه لتنفيذ العمليات الخاصة وتنفيذ عدة رمايات من أوضاع الرمي المختلفة”.
وأشار إلى أن المناورات تهدف “لتحقيق أقصى استفادة ممكنة للعناصر المشاركة في التخطيط والتنفيذ لإدارة العمليات الجوية”، إضافة إلى “قياس مدى جاهزية واستعداد القوات لتنفيذ عمليات مشتركة”.
وتفقد رئيس أركان الجيش السوداني، الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين، القوات المشاركة في المناورات، كما تابع سير الطلعات الجوية وأعمال التدريب بالجو.
وكان السيسي قال، أمس الثلاثاء، “لا يتصور أحد أنه بعيد عن قدرتنا (..) مياه مصر لا مساس بها والمساس بها خط أحمر وسيكون رد فعلنا حال المساس بها أمر سيؤثر على استقرار المنطقة بالكامل”.
وقال خلال مؤتمر صحفي عقد بعد تعويم سفينة الحاويات الضخمة التي أغلقت مجرى مائي في قناة السويس، “التفاوض هو خيارنا الذي بدأنا به والعمل العدائي قبيح وله تأثيرات تمتد لسنوات طويلة لأن الشعوب لا تنسى ذلك.
ويقول السودان إن عملية الملء الثاني لسد النهضة، التي أعلنت إثيوبيا تنفيذها يوليو المقبل، تُشكل ضررًا على حياة 20 مليون مواطن يقيمون على ضفاف النيل الأزرق المقام عليه السد الإثيوبي.
ومنذ العام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتّفاق حول ملء سدّ النهضة الذي تبنيه أديس أبابا، وتخشى القاهرة والخرطوم آثاره عليهما. وأخفقت الدول الثلاث في التوصل إلى اتفاق.
ورفضت إثيوبيا مقترح السودان بالحل عبر “رباعية” بتوسط الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأمريكا، إضافة إلى الاتحاد الأفريقي الذي كان دوره مقتصرًا على رعاية المفاوضات طوال فترات التفاوض .
وتؤيد مصر مقترح السودان الذي وافقت عليه جميع الأطراف.
وأعلن السيسي، الثلاثاء، أنه “خلال الأسابيع القليلة القادمة سيكون هناك تحرك إضافي في هذا الموضوع ونتمنى أن نصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد”.
والأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد لأعضاء البرلمان في أديس أبابا إن “لا نية” لإلحاق الضرر بمصر من خلال السد.
وأوضح “ما تريده إثيوبيا هو الاستفادة منه دون الإضرار بهم”، مشيرا إلى ان “ما أريد أن يفهمه إخواننا “في مصر والسودان” هو أننا لا نريد أن نعيش في الظلام.. نحن بحاجة إلى مصباح.. لن يضرهم النور بل يمتد إليهم”.