موقع أمريكي: اجتماع حاسم في الامارات قد يفضي للتطبيع بين إسرائيل والسودان مقابل هذه المطلوبات
الخرطوم “تاق برس” – ذكر موقع “أكسيوس” (Axios) الإخباري الأميركي نقلا عن مصادر سودانية، أن مسؤولين أميركيين وإماراتيين وسودانيين سيعقدون اجتماعا حاسما في أبو ظبي اليوم الأحد بشأن اتفاق تطبيع محتمل بين السودان وإسرائيل.
وكشفت مصادر مطلعة بأنه إذا استجابت الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة لطلبات السودان للحصول على مساعدات اقتصادية، فقد يتم الإعلان عن اتفاق تطبيع مع إسرائيل مماثل للاتفاقين الموقعين مع كل من الإمارات والبحرين منذ أيام.
وأشار الموقع إلى أن مدير شؤون الخليج في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، العميد ميغيل كوريا الذي شارك في جهود صياغة اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات، يتوقع أن يمثل الولايات المتحدة في هذا الاجتماع.
وقال إن الإمارات تستضيف الاجتماع سيمثلها مستشار الأمن القومي طحنون بن زايد الذي يتولى أيضا ملف المحادثات مع إسرائيل.
وسيمثل السودان بأعضاء مدنيين وعسكريين من الحكومة الانتقالية، وبشكل أساسي رئيس ديوان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ووزير العدل نصر الدين عبد الباري الحامل أيضا للجنسية الأميركية.
ووفقاً لمصادر سودانية، طالبت الحكومة السودانية بالمساعدات الاقتصادية مقابل توقيع اتفاق تطبيع مع إسرائيل، تمثلت في دفع أكثر من 3 مليارات دولار كمساعدات إنسانية ومساعدات مباشرة للموازنة، من أجل التعامل مع الأزمة الاقتصادية وتداعيات الفيضانات المدمرة، بجانب التزام من الولايات المتحدة ودولة الإمارات بتقديم مساعدات اقتصادية للسودان على مدى السنوات الثلاثة المقبلة.
وقال الموقع إن إسرائيل تتابع اجتماع الأحد عن كثب، فمنذ الاجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان في فبراير/شباط الماضي في أوغندا، واصل البلدان محادثات سرية بشأن إمكانية التطبيع. وأشار إلى أن قضية التطبيع بين السودان وإسرائيل أثيرت يوم الثلاثاء الماضي، في اجتماع في واشنطن بين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. وقد شجعت إسرائيل إدارة ترامب على الالتزام بطلب السودان للحصول على مساعدات اقتصادية كجزء من أي صفقة تطبيع.
ونوه الموقع إلى أنه بالإضافة إلى المساعدات الاقتصادية، تريد الحكومة السودانية من إدارة ترامب إزالة اسم السودان من قائمة الخارجية الأميركية للدول الراعية للإرهاب، وهذه القضية مرتبطة بشكل غير مباشر بصفقة التطبيع مع إسرائيل.
فيما أكد الموقع بأن وزير الخارجية الأمريكي يؤيد بومبيو شطب السودان من القائمة، وحدد نهاية أكتوبر كموعد نهائي للقيام بهذه الخطوة، وفق مسؤولين أميركيين، وأضاف “لكي يتم رفع اسم السودان من لائحة الإرهاب لابد من استيفاء الشروط التالية: تحتاج الحكومة السودانية إلى دفع 300 مليون دولار كتعويض لأسر المواطنين الأميركيين الذين قضوا في هجمات إرهابية ضد سفاراتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام عام 1998، وضد المدمرة الأميركية “كول” عام 2000، ويحتاج مجلس الشيوخ الأميركي إلى تمرير مشروع قانون من الحزبين بقيادة السيناتور الديمقراطي كريس كونز، يمنح السودان حصانة من أي دعاوى قضائية مستقبلية في الولايات المتحدة، ويلغي وضعها كدولة راعية للإرهاب”.
وذكر الموقع أن بومبيو يضغط على أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين والديمقراطيين لدعم مشروع القانون والتصويت عليه بحلول منتصف أكتوبر المقبل. ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن اتفاقية التطبيع بين السودان وإسرائيل ستقنع الكونغرس بضرورة دعم مشروع القانون.
وسيعقد الأحد على هامش زيارة البرهان للإمارات، ومن المتوقع أن يجتمع المسؤول السوداني مع ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد، لبحث اتفاق التطبيع المحتمل مع إسرائيل مقابل الحصول على مساعدات أميركية وإماراتية.
ويدعم البرهان التطبيع مع إسرائيل، ويعتقد أنه سيساعد السودان على الخروج من الأزمة الاقتصادية والإنسانية التي يواجهها، وفقا لمصادر سودانية، ويمثل البرهان الشق العسكري من الحكومة، وكان للشق المدني ولرئيس الوزراء حمدوك تحفظات عدة على مساعي التطبيع مع إسرائيل لفترة طويلة خوفا من الاحتجاجات الشعبية.
وذكرت مصادر سودانية أن حمدوك بات مقتنعا خلال الأيام القليلة الأخيرة بأن التطبيع مع إسرائيل سيخدم مصالح السودان، ومنح البرهان الضوء الأخضر للمضي قدما إذا تمت تلبية طلبات السودان للحصول على مساعدات اقتصادية.
وقالت وكالة الأنباء السودانية، الأحد، إن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان غادر إلى الإمارات العربية المتحدة بمعية وفد من الوزراء والخبراء المفاوضين، لعقد لقاءات في مسارين، الأول مع القيادة الإمارتية حول علاقات البلدين، والثاني يقوده وزير العدل نصر الدين عبد الباري لعقد تفاوض مباشر مع الإدارة الأمركية حول رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.