حميدتي يكشف تفاصيل مقترح من الحرية والتغيير بشأن مجلس أعلى للجيش والأمن والدفاع وحكومة تصريف اعمال ويرد على إتهامه بالوقوف ضد الانتقال وتمسك العسكريين بالسلطة ومهلة المدنيين للإتفاق
الخرطوم تاق برس-أعلن نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، محمد حمدان دقلو “حميدتي” أن مقترح تشكيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الأمن والدفاع، جاء بمبادرة من ائتلاف المعارضة (قوى الحرية والتغيير).
واضاف ” أننا عقدنا حوله عدة اجتماعات ورفضناه.
وتمسك حميدتي في مؤتمر صحافي بمطار الخرطوم الأربعاء، عقب عودته من ولاية غرب دارفور، بعدم تراجع القوات المسلحة والدعم السريع عن الانسحاب من الحوار مع المدنيين.
وأوضح أن المبادرة بتشكيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة، أو مجلس الأمن والدفاع، مقترحات دفعت بها قوى الحرية والتغيير، وتناقشنا حولها، وقلت لهم أين سيادة الدولة؟ وتوقفت المبادرة.
وزاد ” بعد أيام من مغادرتي إلى إقليم دارفور اتصل بي رئيس مجلس السيادة والمكون العسكري، وأبلغني أنهم توصلوا إلى هذه القرارات، قلت لهم: أنا معكم ولا تراجع عنها
وسبق أن قال حميدتي إن تلك القرارات تمت بالتشاور بينه وبين قائد الجيش.
ونفى حميدتي علمه بأي اتجاه لتشكيل حكومة تصريف أعمال كما يتردد. وقال ” إذا كان خروج المكون العسكري من الحكم يؤدي إلى استقرار البلاد، فلن نتمسك بالجلوس على كراسي السلطة.
وأضاف ” هنالك من يرى أن شخصي يقف ضد عملية الانتقال، لذلك خرجت وأمنت على خطاب رئيس مجلس السيادة ، عبد الفتاح البرهان، في 4 من يوليو الماضي، الذي أعلن فيه خروج المكون العسكري من التفاوض مع الأطراف المدنية.
وأعتبر حميدتي أن تحديد مهلة زمنية للقوى المدنية للوصول إلى اتفاق لن يؤدي إلى نتيجة، وقال لا ارى ان الوقت يكفي الاطراف السياسية وفق المهلة الزمنية للتوصل لاتفاق.
وأكد أنه لا يفضل ابتعاد المكون العسكري الممسك بالسلطة في البلاد عن الحوار مع القوى المدنية، حتى تصل الأطراف إلى اتفاق، وزاد ” سنعمل على مساعدتهم للوصول إلى توافق.
وحول مبادرة نداء أهل السودان بقيادة الشيخ الطيب الجد، قال إن بعض مشائخ الطرق الصوفية والإدارات الأهلية، اجروا اتصالات به بشأن المبادرة، مبيناً أنه طلب منهم أسماء الأربعة عشر لجنة لمراجعتها والتدقيق فيها، وأضاف نحن نحترم كل الطرق الصوفية ولكن نريد مبادرة تحظى بإجماع ولا خلاف حولها.
ورأى أن أي مبادرة وطنية لجمع شمل السودانيين، سيلتف حولها الجميع. وقال: لا نريد أي مبادرة لا توصلنا لإجماع ووفاق وطني تزيد من المشاكل في البلاد.
وأشار إلى أن زيارته لإقليم دارفور، التي استغرقت 52 يوما، كانت لفرض هيبة الدولة وسيادة حكم القانون وإجراء المصالحات القبلية وإعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية بالولاية.
وقال ” خلال وجودي بولاية غرب دارفور عقدت لقاءات مع غالبية الأطراف في العاصمة، الجنينة، وتوصلنا إلى تفاهمات كثيرة لطي صفحة الحرب بهدف التعافي والسلام… أجرينا مصالحات وتوصلنا لوقف العدائيات بين قبائل المساليت والعرب وسيتوج ذلك بصلح كبير في أكتوبر المقبل.
وحذر نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي في السودان محمد حمدان دقلو “حميدتي”، من ما أسماها “مخططات خبيثة” ، تستهدف تماسك النسيج الإجتماعي بين القبائل، وأضاف ” نحن مدركون لهذه المخططات وسنكشف عن من يقف وراءها”.
واعلن حرص الدولة والتزامها بتعزيز التعايش السلمي بين كافة المكونات الإجتماعية بالبلاد.
وأوضح حميدتي في ذات المؤتمر الصحفي بمطار الخرطوم ، أن الزيارة هدفت للوقوف على الأحداث التي شهدتها غرب دارفور، والمعالجات التي تمت في هذا الصدد.
وأشار إلى إتفاق وقف العدائيات الذي تم توقيعه بين المساليت والقبائل العربية. وأضاف أنه زار أيضا ولاية وسط دارفور وعقد فيها أكثر من (١٣) لقاءاً مع المكونات الفئوية والإجتماعية بالولاية، مبيناً أن الزيارة وجدت إستجابة كبيرة من النازحين بالولاية الذين التزموا بالعودة الطوعية لقراهم ومناطقهم.
وأضاف أن قضية عودة اللآجئين والنازحين تتطلب إمكانيات ضخمة يجب الوفاء بها لضمان إستقرارهم ،مؤكداً التزام الدولة بتوفير كل ما من شأنه المساعدة في عمليات العودة الطوعية.