ثم لا- الجميل الفاضل- الاحاطة “الخضرية”

666

أنفقت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي “موللي كاثرين فيي”، خمسة أيام بلياليها، في البحث عن اختراق يفتح آفاق الحل، أمام الأزمة السودانية التي وصلت إلى طريق مسدود.

وبدا ل”كاثرين فيي” انها قادرة على طي صفحة ما تظن أنها مجرد أزمة، باتت تهدد الأمن والاستقرار والاقتصاد، في دولة من دول العالم الثالث.

فأمام مثل هذه الدول العاجزة الفقيرة، جرت العادة ان واشنطن تأمر فتطاع.

ولذا فإن السيدة موللي قد عبرت لكافة الفرقاء دون مواربة عن نفاذ صبر بلادها، وهي ترقب عن كثب أزمة تطاول بها الأمد، تراوح مكانها دون حل لنحو ثمانية أشهر.

أزمة يعتقد انها قد ساهمت بتعقيداتها في الاطاحة بمبعوثين امريكيين للقرن الافريقي.. هما جيفري فيلتمان، وديفيد ساترفيلد.

بيد اني أتصور ان واشنطن لن تستطيع باي حال من الأحوال مع السودان صبرا، مالم تحط هي نفسها بحقيقة انسانه خبرا.

المهم ليست السيدة “موللي فيي” وحدها التي يقف حمارها الان على عزة شانه أمام هذه العقبة.. فقد وقفت قبله حمر سائر الشيوخ والمتشيخين، الامميين، والدوليين، والاقليميين أمام ذات العقبة حائرين.

تلك العقبة الأزلية العميقة، التي حدد اطارها ممثل النموذج السوداني في عالم الما وراء “الخضر” له الرضوان، لنبي مرسل، من الرسل أولى العزم، هو بالطبع سيدنا موسى عليه السلام.

“الخضر” الذي جزم لموسى من واقع فروق نوع العلم ومصادره، واختلاف القواعد المعيارية لكل أرض، وقاطنيها.. بقول قاطع: (انك لن تستطيع معي صبرا)، ولعلة ذات مغزي عميق نبه اليها العبد السوداني الصالح، نبي بني اسرائيل “موسى” قائلا: (كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا).

خبر هذه الفروق النوعية والمفاهيمية الهائلة، وطرائق التفكير والتقدير المختلفة.

ولعل عدم المام الامريكان الجيد بخصائص وطبيعة. الشخصية السودانية.

هو مادفعهم على مر التاريخ للوقوع في عديد التقديرات الخاطئة المتعلقة بمآلات الأوضاع في السودان.

ومن لا يضع في اعتباره طبيعة وخصوصية الإنسان السوداني، لابد انه سيكرر أيضا سوء تقديرات السفير الأمريكي في ستينات القرن الماضي “وليم. ام. رونتري” الذي راهن على قوة نظام عبود في برقية بعث بها قبل يومين فقط من اندلاع ثورة أكتوبر المجيدة، ثم عاد ببرقية أخرى اقر فيها بسقوط النظام الذي وصفه في غضون شهر واحد بأنه قوي ومستقر.. لترد عليه الخارجية الامريكية متسائلة في حيرة، اي البرقيتين صحيح؟.

ليجيب السفير خارجية بلاده، بجواب أعجب من سؤالها:(نعم كلا البرقيتين صحيح).

كلا البرقيتين صحيح.. لأن شعبا يصعب التنبوء بتصرفاته، هو الفاعل في هذا المكان، شعب له شرعته ومنهاجه وقانونه الخاص. شعب يجيد السباحة خارج الطقس، وخارج المألوف والمعتاد.

 

حالتي

اشهد الا انتماء الان

الا انني في الآن لا

whatsapp
أخبار ذات صلة