يسرية محمد الحسن .. في حكاياتنا مايو !!….
كانت بدايات عهد الانقاذ وكان وقتها قد جئ ب د. جمال الدين عثمان مديرا للتلفزيون ووقتها زار العقيد القذافي بلادنا وصدح اثير هنا ام درمان صباحا ومساءا باهزوجته المفضلة اصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باق لصديقه وفنانه المفضل الدكتور محمد وردي فقد كان القذافي يعشق هذا النشيد كان قد استضاف فنانا العظيم في بلاده واكرمه واحسن وفادته فيعهد الرئيس الاسبق جعفر النميري الذي كان قد غضب من وردي واودعه سجن كوبر ابان عهد حكم مايو.
مدير التلفزيون كما اسلفت في ذياك الزمان الباهي ونضر استدعاني الى مكتبه وكلفني ببرنامج توثيقي للسجن الاتحادي بالخرطوم بحري ( سجن كوبر ) واقترح د. جمال الدين عثمان اسم البرنامج ليكون سجن كوبر الماضي والحاضر والمستقبل وكان ذلك حين طلب من الرئيس البشير القذافي في زيارته تلك للبلاد ان تخلو السجون ويطلق سراح من فيها سيما معارضي حكم الانقاذ وقد تمت ( تمثيلية ) وقتها بالسجن الاتحادي وهدمت السلطات جزءا من حائط سجن كوبر من الجهة الشمالية الغربية ونصب صيوان ضخم وفخم لاستقبال القذافي بعد ان طاف على السجن ( الخالي ) !! من الداخل وقد علت اصوات الساون سيستم عاليه تغمر حي كوبر والاحياء المجاورة بالنشيد المحبب للعقيد القذافي ضيف البلاد ( اصبح الصبح ولا السجن ولا السجان باق )!! حكاية التمثيلية التي ذكرتها في بداية مقالي ساعود الى تفصيلاتها في مقال اخر ان مد الله في الاجال..
اعود للبرنامج التوثيقي الذي كلفت به من قبل مدير التلفزيون وقد اخترت من طاقم العمل لهذا البرنامج الضخم من الزملاء عبد العظيم قمش المخرج وسيد محمود وفاطمة عيسى اميز المخرجين وقتها اضافة الى الطاقم الفني من المصوريين وفنيي الاضاءة ومساعدي الاخراج بعد ( اللفة الطويلة ) من تقديم الطلب الى رئاسة السجون للموافقه على تسجيل حلقات البرنامج مرورا بمقابلة مدير السجن الاتحادي نفسه والجلوس اليه يومين وثلاثة واربعة لطرح الفكره ورؤيتي والمخرجين لكيفية التنفيذ بعد اسبوع من اللهث والجري على مكاتب ادارة السجون والسجن الاتحادي وتسلمنا الموافقه النهائيه وقبول الفكرة والرؤية الفنية انتاجا واخراجا جاء دور اولي ضيوف حلقاتنا عن اشهر نزلاء السجن الاتحادي من السياسيين فقد اخترناهم ضربة البدايه للبرنامج متزامنا مع زياره القذافي رئيس الجماهيرية العربية الاشتراكية الليبية العظمى توجهت صوب مكتب وزير الشباب والرياضة في العهد المايوي الرائد زين العابدين محمد احمد عبد القادر الشهير بـ( زينكوو )! وقد كان يدير مكتبا بحي نمره 2 بالخرطوم لللاستيراد والتصدير ووجدت معه ابو القاسم محمد ابراهيم صديقه الوفي وحبيبه ودفعته في الكلية الحربية
رحب بي زين العابدين ترحيبا جميلا بينما صديقه ابو القاسم لم يخف غضبه مني. منذ انتفاضه ابريل !! وقد كنت. وزميليي اسامه حسن شريف وعبد العزيز العميري نتقدم موكب الاذاعه والتلفزيون تضامنا مع الشعب السوداني ضد حكم النميري وقد حمل ثلاثتنا. اللافتة الكبيرة ومكتوب عليها … الهيئه النقابية للعاملين بالاذاعة والتلفزيون تعلن تضامنها مع جموع الشعب السوداني ضد حكم مايو..
واذكر حينها ونحن لم نغادر بعد بوابه الاذاعة والتلفزيون ان اعترض موكبنا ابو القاسم محمد ابراهيم وقد كان شبه منهار وقد ترجل من سيارته وتفرس مليا في وجوهنا واعاد البصر كرتين، وكم اذكر تصويب نظراته اليّ وهي تقدح شررا !! تحدث حديثا عاطفيا طويلاا بان نعود وننهي اضرابنا الذي اعلنته من مايكرفون الاذاعة السودانية في الثانية عشرة من ظهر ذاك اليوم بعد ان تحلق حولي باستوديو البث المباشر العم منير رئيس نقابة العاملين وقتها والضباط الثلاث وهم يامرونني بقطع نشرة الاخبار باشارة من اياديهم بعد ان قذفوا امامي ببيان النقابة لأذيعه على الهواء مباشرة متضمنا ضمن ماتضمن اعلان العاملين بالاذاعة والتلفزيون للاضراب العام واغلاق استوديوهات الاذاعة والتلفزيون بالضبة والمفتاح !!!..
غدا نواصل باذن الله……