بتمويل دولي من المانحين.. الحكومة الانتقالية تبدأ دعم الأسر السودانية بعد تحرير سعر الصرف وكشف حجم المبلغ شهريا وكيفية الحصول عليه
الخرطوم “تاق برس” – نفذت الحكومة الانتقالية في السودان، برنامجا لدعم الأسر السودانية أطلقت عليه “ثمرات” بتمويل من مؤسسات التمويل الدولي لتخفيف وطأة الأوضاع الاقتصادية على مواطنيها ، بعد إجراءات اتخذتها الايام الماضية بتحرير سعر الصرف الجنيه السوداني.
وكشفت الحكومة طريقة تسليم الدفع للمواطنين وقيمته شهريا.
وقررت الحكومة بحسب البرنامج المعلن رسميا تخصيص مبلغ 5 دولار شهريا اي ما يعادل 1,875 جنيها تصرف للفرد بالعملة المحلية.
واعتمدت الحكومة رسميا سعر 375 جنيها للدولار بعد تحرير سعر الصرف الأحد الماضي.
وتقدر قيمة الدعم الكلي من البنك الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والمانحين للسودان بنحو 1.9 مليار دولار تسلمت منها الحكومة 400 مليون دولار.
وقال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، إن برنامج ثمرات تنموي واقتصادي يعمل على رفع قدرات المواطن المعيشية ونقل الاقتصاد السوداني من التركيز على الاستهلاك قصير المدى إلى التركيز على الاستثمار في القدارت البشرية الإنتاجية طويلة المدى.
وأكد لدى مخاطبته تدشين برنامج ثمرات الأربعاء في محلية جبل أولياء (الوحدة الإدارية الكلاكلة غرب)، جنوب الخرطوم، أن الاحتفال يعتبر ضربة بداية لبرنامج طموح سينطلق ويتواصل ليشمل كل ولايات السودان تدريجياً.
وأضاف: “نسعى لصنع تغيير مفصلي وحقيقي في علاقة الدولة مع الشعب عبر أسس جديدة تهدف لإعادة الثقة ما بين الدولة والمواطن”.
وأشار رئيس الوزراء لأهمية العمل من أجل تنفيذ برامج ومشاريع حيوية لبناء دولة جديدة بدلاً عما كانت تقوم به مؤسسات الدولة سابقاً في ظل النظام البائد لجلب الجبايات وتمويل الحروب كأولويات وتهميش المواطنين في مناطق عديدة.
وقال حمدوك إن البرنامج جاء لحل الضائقة المعيشية وأنه أخذ ما يقارب عام ونصف مؤكداً أن البرنامج قائم على تقنية عالية من المعلومات، ويقوم على التكافل والمشاركة لكل أجهزة الدولة من الوزارات والولايات بكل مستوياتها.
وطالب حمدوك الأسر بالتسجيل ببرنامج ثمرات باعتماد الرقم الوطني كمستند أساسي للتسجيل للحصول على الدعم المالي الشهري مضيفاً أن هناك تعاون وتنسيق مع إدراة السجل المدني بالخرطوم وباقي الولايات لتسهيل عملية التسجيل بالبرنامج.
وأوضح حمدوك أن برنامج (ثمرات) لدعم الأُسر السودانية يعتبر من أهم برامج الحكومة الانتقالية ومصمم لمعالجة قضايا معاش الناس وتلبية لتحقيق شعار ثورة ديسمبر المجيدة حرية سلام وعدالة، ولتخفيف تبعات الإصلاحات الاقتصادية على المواطنين.
وتقدم حمدوك بالشكر لكل الجهات التي ساهمت في إنجاح البرنامج وخص بالشكر الشركاء الاقليميين والدوليين لمساعدتهم المستمرة لدعم برنامج ثمرات.
وبحسب مجلس الوزراء، يُعد برنامج دعم الأسر واحداً من برامج الحكومة الانتقالية للإصلاح الاقتصادي ويهدف لمساعدة الأسر ورفع قدرات المواطن المعيشية عبر بناء شبكة الحماية الاجتماعية الذي تنفذه وزارة التنمية الاجتماعية بالإضافة للدعم المالي الشهري لامتصاص الآثار السالبة على المواطنين .
قُمنا اليوم مع شركاءنا وفي ضيافة مواطنينا بوحدة الكلاكلة غرب الإدارية بإطلاق أحد أهم برامج الحكومة #ثمرات لمعالجة قضية معاش الناس وتخفيف تبعات الإصلاحات الاقتصادية وسيعُم كل الولايات. يقوم ثمرات على التكامل بين مؤسسات الدولة والمجتمع لتأسيس عقد اجتماعي جديد بين الدولة والمواطنين. pic.twitter.com/HTG5D1hKpk
— Abdalla Hamdok (@SudanPMHamdok) February 24, 2021
ويستهدف برنامج ثمرات أربع ولايات في مرحلته الاولى تشمل جنوب دارفور والبحر الاحمر وكسلا وولاية الخرطوم. ويستمر التسجيل في برنامج ثمرات بجميع مراكز التسجيل بالعاصمة والولايات وفق جدول زمني محدد.
وكشف وزير التنمية الاجتماعية ، أحمد ادم بخيت في كلمته عن انه يتم خلال ثمرات تحويل ما يعادل ٥ دولار شهرياً بالجنيه السوداني لكل فرد في الأسرة، تحول لرب الاسرة.
وقال في تدشين ثمرات “هذا البرنامج يقع في اطار برامج التحاويل النقدية المباشر والتي حظيت بمزيد من الاهتمام في السنين السابقة كوسيلة فعالة لتقديم دعم مباشر للأسر حيث قامة العديد من الدول حول العالم باعتماد برامج التحويلات النقدية، وأثبتت تلك التجارب فعالية وكفاءة التحويلات المباشرة في التأثير الإيجابي على معيشة الناس، واضاف “وكذلك تسهم التحويلات النقدية في زيادة الإنتاج والتخفيف من حدة الفقر وتحسين الأمن الغذائي والصحة و بناء السلام الاجتماعي عبر أنطمة الدفع الالكتروني او عبر الطرق المتبعة في الانظمة المالية.
وأشار إلى أن وزارة المالية تسعى مع شركاء البرنامج لضمان وصول الدعم المالي للمستفيدين في جميع الولايات المستهدفة في البرنامج .
وقال وزير المالية والتخطيط الاقتصادي جبريل إبراهيم لدى مخاطبته تدشين (ثمرات)، “منذ ان أتت حكومة الثورة كان من اهم أولوياتها حل التشوهات الهيكلية التي تواجه الاقتصاد السوداني، بوضع حزمة سياسات تؤدي لإصلاح الاقتصاد الكلي بطريقة جذرية لنحقق الاستقرار الاقتصادي”.
واضاف جبريل أن بنود التنمية الاجتماعية والتعليم والصحة وبرامج السلام حظيت في موازنة هذا العام على نسبة فاقت 50% من الصرف الحكومي، وتضمنت الموازنة تمويلا لبرنامج ثمرات وبرامج مهمة أخرى مثل برنامج سلعتي.
وأوضح أن البرامج المصاحبة للإصلاحات الاقتصادية لها تأثيرات في الوقت الآني، ولكنها ستأتي أكلها على المديين المتوسط والطويل في شكل اقتصاد معافى وتضخم تحت السيطرة وسعر صرف مستقر.
من جانبه قال هاشم عبد الرسول، وزير الاتصالات والتحول الرقمي خلال إفادة أدلى بها في افتتاحية برنامج ثمرات إن البرنامج يعد محوريا في إطار تطوير العمل الحكومي عبر استخدام التقنية المختلفة.
وأوضح أن البرنامج سيسلم التحويل النقدي الشهري إلى رب الأسرة عبر وسائل دفع متعددة منها المحفظة الإلكترونية (عبر شركات الاتصالات) والحسابات البنكية والكروت البنكية التي تناسب الأسرة.
وأشار إلى أنه يمكن لرب الأسرة استخراج هذا المبلغ نقدا أو استخدامه للشراء من خلال وسائل رقمية مختلفة، مثل الصرافات الآلية أو الموبايل المصرفي أو الدفع المباشر.
ووصف جبريل برنامج ثمرات بأنه من أهم برامج الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها الحكومة الانتقالية من أجل تخفيف الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وأكد الوزير أن وزارته بالتعاون مع الوزارات الشريكة مثل التنمية الاجتماعية، الاتصالات والتحول الرقمي، البنك المركزي ووزارة الداخلية عبر الادارة العامة للسجل المدني بالولايات ستوصل وحدات متجولة يتم تخصيصها للوصول للمناطق النائية التي لا يوجد بها مراكز لخدمات الجمهور أو إدارة سجل مدني.
وأشار إلى أهمية الرقم الوطني ليكون شرطا أساسيا للحصول على الدعم النقدي الشهري.