نائب رئيس جهاز الأمن السابق يكشف لأول مرة في حوار التفاصيل الكاملة لسقوط البشير ودور قوش وابن عوف حميدتي وخطة قتل المتظاهرين

8٬243

الخرطوم”تاق برس” الانتباهة- حوار :هبة محمود

نائب رئيس جهاز الأمن السابق وعضو المجلس العسكري الفريق أول جلال الدين الشيخ لـ(الانتباهة): (1-2)

(….) هذا ما قاله البشير حول قتل المعتصمين و”فتوى” المالكية للقتل

آخر استدعاء لابن عوف من قبل البشير كان القشة التي قصمت ظهر البعير

لم يكن لقوش أي دور في فتح الجهة الغربية المؤدية للقيادة بل الجموع الهادرة هي صاحبة الفعل

الانحياز للشعب لايعد (بيعاً أو خيانة) للرئيس الذي لم يتخذ المعالجات الصحيحة في الوقت الصحيح

المخلوع عندما أراد القوة الباطشة والتي ظن أنها ستحميه استدعى الدعم السريع

هذه تفاصيل ما دار بيني وبين (ابن عوف)… و(قوش) تفاجأ بأعداد المتظاهرين الكبيرة

يوم ٢٢ فبراير 2019 لخصنا نهاية النظام بعد أن ظهرت في المؤسسة العسكرية بوادر تمرد

تم استدعاء قوات الدعم السريع للعاصمة لهذه الأسباب (…..)

قبل إذاعة بيان ابن عوف كانت هناك عدة محاولات للانقلاب بينها محاولة لضابط بالمظلات

تحفظت شخصياً على قيادة ابن عوف للتغيير لهذا السبب (….)

ظل ملازماً للصمت مختفياً عن الأضواء معتذراً عن المقابلات الصحفية لنحو عام ونصف العام، منذ سقوط نظام البشير في أبريل ٢٠١٩ ومنذ تقديم استقالته من عضوية المجلس العسكري، ولم يظهر إلا في مقطع فيديو ظهر عبره متحدثاً خلال جلسة أسرية عن دوره في التغيير ليتوارى بعد ذلك تماماً عن الأنظار .
وبدا نائب مدير جهاز الأمن السابق وعضو المجلس العسكري السابق الفريق أول “جلال الدين الشيخ” وهو يتحدث مسترجعاً تفاصيل فترة عصية لنهاية نظام استمر ثلاثين عاماً، أكثر إيماناً واقتناعاً بالتغيير الذي أحدثوه بعد أن كان هو من قام بإقناع وزير الدفاع ورئيس جهاز المخابرات بضرورة تنحي البشير لحقن الدماء والحفاظ على أرواح المواطنين بحد تعبيره، غير أنه في ذات الوقت شدد على أن التغيير لايمكن نسبه لفرد وإنما عمل جماعي بعد أن دفع احتقان المشهد وقتها قادة الاجهزة الامنية وبإجماع بالانحياز للشعب .
تفاصيل كثيرة كشف عنها رجل الجهاز الثاني وهو يسرد لـ(الانتباهة) كيف أن مجريات الأحداث وتعنت البشير في البقاء في الحكم لحين قيام انتخابات ٢٠٢٠ هي التي دفعتهم لضرورة التغيير، مفصحاً عن تفاصيل لقاء الرئيس وقتها بوزير الدفاع رئيس اللجنة الأمنية وحقيقة فتوى المالكية، وماحقيقة فتح مدير جهاز الأمن الوطني قوش الجهة الغربية للمتظاهرين، وما صحة لقائه بقوى الحرية والتغيير، ولماذا جيء بقوات الدعم السريع للعاصمة وفي أي بريد أراد حميدتي إرسال رسائله التي أطلقها في جبل أولياء ديسمبر ٢٠١٨، وماهي الأسباب التي دفعت ابن عوف لرئاسة المجلس العسكري، كل ذلك وأكثر تجدونه في سياق الحوار التالي :

*في فيديو شهير لك عقب سقوط النظام وعقب تقديم استقالتك من عضوية المجلس العسكري، أقسمت انك من كنت وراء عملية التغيير التي أنهت حكم الرئيس السابق “عمر البشير”، ثم آثرت بعد هذا الفيديو الابتعاد ملتزماً الصمت رافضاً الحديث معتذراً عن أي مقابلات صحفية؟

-نعم.. الفيديو كان خلال جلسة أسرية وسردت لاهلي ما تم، وما تم هو أنني قمت بإقناع كل الإخوة أعضاء اللجنة الأمنية بضرورة الانحياز للشعب وقد تم ذلك وحدث التغيير، هذا ماقصدته، بعد هذا الفيديو فعلاً آثرت الصمت وكان بلسماً .

*هناك جدلية وحلقة مفقودة ربما في هذه المرحلة التاريخية من البلاد، انت نسبت عملية التغيير لك بإقناعك أعضاء اللجنة الأمنية وآخرون نسبوها إلى مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول “صلاح قوش” وأنه هو من قام بفتح الجهة الغربية من القيادة العامة للثوار ليدخلوا ساحة القيادة ويعتصموا بها وبذلك يشكل كرت ضغط على “البشير”؟
-لا ينكر احد ان الفترة من ديسمبر ٢٠١٨ وحتى فبراير ٢٠١٩ كانت فترة حرجة جداً في تاريخ السودان عاشت فيها البلاد أزمات طاحنة جداً وفي شتى المجالات خاصة الاقتصادية منها، ولعل انعدام الخبز والشح في المحروقات وجفاف البنوك من السيولة وأزمة المواصلات واستفزاز المؤتمر الوطني بالمواكب والمسيرات وإعلان الرئيس ترشيحه لولاية ثانية والشروع في تعديل المواد التي تتيح له ذلك، كل ذلك كان السبب الأساسي في ازدياد حنق الشعب وخروجه للشارع معبراً عن غضبه مطالباً بحياة حرة كريمة. هذا الوضع بهذه الصورة الملتهبة دفعنا كاجهزة أمنية مهمتها إحاطة قيادة البلاد بما يدور وبما يجب فعله جعلتنا نوصي بتلافي الأمر واتخاذ تدابير ومعالجات عاجلة وأوضحت أن التمادي ستكون له نتائج كارثية ولكن ما اوصينا به لم يؤخذ مأخذ الجد وكان التيار المتشدد من حزب المؤتمر الوطني يرى أن الأمر يجب أن يترك خاصة ما يتعلق بالشق السياسي لانتخابات ٢٠٢٠ وهي الفيصل، وعليه علقت القيادة السياسية آمالها في الحسم الأمني ولم يدر بخلدها أن قادة هذه الأجهزة الأمنية هم من رحم هذا الشعب وأنهم يعانون ما يعانيه بل وان العديد من أبنائهم كانوا ضمن هذه المظاهرات، هذا فضلاً عن أن قسم الولاء الذي أداه قادة هذه الأجهزة لم يكن لفرد وإنما لوطن، كل ذلك دفع قادة هذه الأجهزة وبإجماعهم للانحياز، لذا فلا فضل لأحد على آخر في نسب التغيير له.
معلومة مهمة لابد من ذكرها الا وهي أنني قد كلفت بإعداد تصور بالخروج من هذه الأزمة وقد كان معي في هذه اللجنة كل من نائب مدير عام الشرطة ومدير هيئة الاستخبارات العسكرية وضباط يمثلون وحداتهم من القوات المسلحة والشرطة والأمن والدعم السريع، هذه اللجنة عكفت على قراءة الوضع من كل جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والعلاقات الخارجية، وقدمت تقريراً مشخصاً للوضع وموصياً بمعالجات .

*ماهي هذه المعالجات؟

-أبرز سمات هذه المعالجات تتمثل في إيجاد معالجات عاجلة للوضع الاقتصادي لتوفير الوقود والدقيق والنقد وإفساح مجال للحريات ومساواة الأحزاب بما يتمتع به حزب المؤتمر الوطني وتقديم المفسدين لمحاكمات عاجلة وعلنية وإعلان رئيس الجمهورية بعدم ترشحه لولاية حكم ثانية و حل الحكومة وتشكيل حكومة قومية بكفاءات قومية و تنفيذ ماتبقى من توصيات من مؤتمر الحوار الوطني و تهيئة الساحة السياسية للانتخابات ويجب أن تكون شفافة وتحت مراقبة دولية وتوظيف الشباب وان تكون الكفاءة هي المعيار لا الولاء التنظيمي اوغيره مع خلق مشاريع وانشطة تستوعب كافة الشباب ومراجعة قانون النظام العام وطريقة اداء الكوادر العاملة بالإدارة و اعادة النظر في الاستيعاب السنوي لطلاب التقانة بجامعة كرري مع توفير الاجهزة والمعدات التي تخصص فيها الخريجون.
هذه التوصيات حملها كل من وزير الدفاع ومدير عام جهاز المخابرات وتم تنوير الرئيس بها واقنعوه بها حسب ما افادونا به وأضافوا أن الرئيس سيخاطب الأمة السودانية بخطاب يتضمن كل هذه التوصيات وقد سبق أن مدير الجهاز قد عقد تنويراً اعلامياً بما سيعلنه الرئيس في خطابه والذي خاطب به الشعب في يوم ٢٢ من فبراير وكانت الصدمة الكبرى بالنسبة لنا أن خطاب رئيس الجمهورية جاء مغايراً ولا يحمل بين طياته معالجات ومازاد صدمتنا إبلاغ رئيس الجمهورية لرئيس اللجنة الأمنية العليا للحسم الأمني. وبعد هذا الخطاب المحبط (ازداد غليان الشارع) ولم يكن للأخ مدير الجهاز دور في فتح الجهة الغربية للقيادة العامة وإنما كانت الجموع الهادرة هي صاحبة القول والفعل.

*طلبوا منكم قتل المتظاهرين؟

نعم..وهذا ما تم رفضه، الرئيس استدعى وزير الدفاع رئيس اللجنة الأمنية وابلغه بأنهم كمالكية يحق لهم قتل ثلث الشعب وهذا الحديث كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، وفي الاجتماع أعلناها بصوت عال جداً انه نحن كاجهزة أمنية لن نقوم بحسم المتظاهرين لأنه ليس من الأخلاق أو الدين او المسؤولية الوظيفية والمهنية ان نجابه المتظاهرين المطالبين بحقوق مشروعة بهذه القوة التعسفية، واخطرنا رئيس اللجنة الأمنية العليا وهو اتفق معنا تماماً، وظللنا نناشد أن تعود الرئاسة لرشدها وتقرأ قراءة متأنية وتعمل على تحليل الوضع تحليلاً صحيحاً، لكن كل ذلك لم يؤت أكله. ثم بدأنا نتعامل مع الملفات بأسلوب آخر وهو اسلوب العقلانية وأنه لابد من قرار يلبي طموحات الشعب.

*عندما لم يستجب الرئيس لكم، ذهبت كما جاء في الفيديو إلى وزير الدفاع “ابن عوف” والى ” قوش” وطلبت منهما ضرورة تنحي الرئيس من المشهد حقناً للدماء؟

-نعم ذهبت لمديرالجهاز وتحدثت معه بضرورة الانحياز وان لا نقدم على التصدي لهذه الجموع وان يتنحى الرئيس وقد اتفق معي وذهب لرئيس اللجنة الامنية واقنعه بما ذكرته له وحديثي هذا ليس بالجديد لرئيس اللجنة الأمنية فقد ذكرته منذ أمد وحينما سلمته التصور بمعالجة الأزمة ذكرت له ذلك أيضاً. نعم تنحي البشير كان أخف الأضرار والا لسالت دماء ولتسودت صفحتنا وسجلاتنا باسود الألوان.

*الاتهامات تلاحقكم كجهاز أمن من قبل الموالين للنظام السابق، بأنكم (بعتم) الرئيس الذي قال انه كان يتكئ على جهاز مخابراته بقوة؟

– الرئيس السابق اعتماده على الجهاز ليس لأنه قوة باطشة وإنما لفاعليته. جهاز الأمن به من الكوادر المؤهلة علمياً وعملياً ومهنياً ما جعلهم كالملح في الطعام واقولها بصراحة ووضوح إن الرئيس السابق عندما أراد القوة الباطشة والتي يظن بأنها ستحميه استدعى قوات الدعم السريع والتي ولحسن الحظ وعي قادتها الدرس جيداً وباكراً لذا عندما وصلت هذه القوات في الخرطوم وجابت طرقاتها كانت قمة في الانضباط والسلوك المشرف بل وقد صرح قائدها عند استقباله لها عند مشارف الخرطوم من الناحية الجنوبية صرح وتحدث بكل شجاعة عن معاناة المواطنين وأنهم كقوات لم يأت بهم لقتاله
أعود لاجيب إجابة مباشرة عن سؤالك أن الانحياز للشعب لايعد بيعاً للرئيس الذي لم يتخذ المعالجات الصحيحة في الوقت الصحيح.

*لماذا جيء بقوات الدعم السريع هل تم استدعاؤها للمشاركة في تأمين الوضع أم لأن الرئيس بدأ يساوره القلق حيال اجهزته الأمنية، فأراد الحماية بقواته التي صنعها لحمايته؟

-حسب تحليلي أن الرئيس السابق رأى أن الأمور في طريقها للانفلات بما ينذر بزواله .

*كانت هناك مخاوف من قبلكم سيما جهاز الأمن عقب استدعاء هذه القوات وكيف نظرتم لها وقتها؟

-بمجرد وصول القوات تم تحديد معسكرات لتواجدها وللأمانة لم تكن قوات متفلتة وكنا كلما طلبنا منهم قوة للمشاركة في إظهار القوة داخل الطرقات في العاصمة كانوا يستجيبون وبانضباط عال. بالنسبة للمخاوف فقد كانت موجودة لكن ما بددها اتفاق قائد القوات الدعم السريع مع ما أجمعت عليه اللجنة الأمنية.

*حديث حميدتي بجبل أولياء كان بمثابة رسائل لكم؟

-نعم لنا وللرئيس وللشعب كذلك. ولكن هذه الرسائل لم تبث الا بعد معرفته بأن معظم عضوية اللجنة الأمنية وصلت لقناعات بذهاب الرئيس .

*كيف كان ينظر قوش لجموع المتظاهرين؟

-كان من الصعب ومن التهور بمكان أن نعترض هذه الجموع الهادرة وقوش عندما سمع بهذه الجموع حضر لي بمكتبي ومن شرفة مكتبي شاهدنا هذه الجموع وقال لي ما العمل، فقلت له لا سبيل، وان نتركهم يذهبوا للقيادة العامة ويقابلهم وزير الدفاع ويخاطبهم ويستلم مذكرتهم، لكن ذلك لم يحدث، لأن الأمر في البداية كان تسليم مذكرة تفويض للجيش لتغيير النظام ثم تحول الأمر لاعتصام .

*عبارة ( عندما سمع بهذه الجموع) هل تعني أن قوش تفاجأ بأعداد المتظاهرين الكبيرة؟

-نعم تفاجأ.

*كيف نفسر حديثاً سابقاً للقيادي بالحرية والتغيير “محمد وداعة” حول الاتفاق الذي تم بينهم وقوش على أنه هو قائد التغيير وانه قام بفتح الجهة الغربية للقيادة للمعتصمين وكيف نفسر الاعتقالات التي كانت تنفذ على المتظاهرين بقوة حتى الواحدة ظهراً ثم توقفت وتنحى أفراد الجهاز والشرطة جانباً ينظرون إلى المتظاهرين، انت قلت ان قوش لم يفتح الجهة الغربية؟

-نحن منذ يوم ٢٢ فبراير لخصنا نهاية النظام بعد أن ظهرت في المؤسسة العسكرية بوادر تمرد ولذلك راعينا كلجنة أمنية عليا هل يبقى النظام وتحدث المواجهة والانشقاق ام يذهب الرئيس ونحافظ على الكل.! كما ذكرت لكِ الحديث عن فتح قوش للبوابة الغربية غير صحيح والاعتقالات توقفت لأن الجموع هادرة وليس من العقلانية كما ذكرت لكِ سابقاً أن نتصدى لهذه الجموع والا حدثت مجزرة، هذا هو السبب في توقف الاعتقالات.اما عن الاتفاق بين وداعة وقوش انا لا علم لي به ولم أنور به .

*ماذا عن اجتماعات رئيس جهاز المخابرات مع الأحزاب والتي مهدت للسقوط؟

-والله الحديث عن اجتماعات قوش مع الأحزاب لم يتم تنويري بها ولم يقل لي انه ذاهب للجلوس مع قوى الحرية والتغيير أو خلافه كما رشح لاحقاً انه جلس في شقة في نمرة ٢ .

*لم يكن لديك علم؟

-نعم لم يكن لدي علم، ولكن إذا تم بالفعل فهو ليس بغريب لأنه كثيراً جداً نجلس ونتناقش مع الأحزاب.. انا شخصياً جلست مع حزب الأمة لتأمين عودة الصادق المهدي وجلست مع رئيس حركة الإصلاح الان ومع رئيس حركة حزب الأمة الفدرالي وعدد كبير من الرموز السياسية والوطنية وأساتذة الجامعات كل ذلك لأجل التفاكر في الشأن الوطني وسماع الرأي الآخر والوصول لما يصلح حال الوطن. وإن تم اجتماعه مع هذه الكيانات فليس في ذلك غرابة وهو أمر طبيعي ومحمدة وليس جريمة ومذمة .

*المقام وقتها لم يكن مقام محمدة أو مذمة بقدر ما أنه كان مقام تخوين لرئيس المخابرات ببيعه للرئيس؟

-كلمة تخوين كلمة كبيرة وخطأ.. الشارع وإرادته الغلابة جعلت الأجهزة الأمنية تلبي الإرادة والأمر ليس خيانة والا اننا لو أردنا أن نسمع وننفذ تعليمات من هم على سدة الحكم حتى لا نوصم بالخيانة لما كان هناك سودان الان!! ولكانت الدماء سفكت والفوضى عمت وهذا كان السبب الأساسي في انحيازنا كاجهزة أمنية بعقلانية للشعب السوداني.

*طيب عقب الاعتصام ماهي الخفايا الغائبة وكيف كنتم تنظرون للأمر؟

-حقيقة الامر كان غاية في التعقيد فهنالك آراء أن يترك المعتصمون وشأنهم وهنالك من يرى أن نحاور قياداتهم وهنالك من يرى حسمهم خاصة أن ساحة الاعتصام أصبحت تمارس فيها ممارسات غير سوية وأنها أصبحت ملاذاً لارتياد رجال المخابرات الأجنبية تحت غطاءات مختلفة، ونحن كجهاز أمن ورجال أمن كنا نخشى من أي تجمع غير مضمون العواقب كما وان التعامل بالحسم العسكري في فض الاعتصام ستكون نتائجه كارثية خاصة بعد أن انضمت مجموعة من صغار الضباط للمعتصمين، بحق كنا في وضع لا نحسد عليه وللأمانة جرت محاولة لفض الاعتصام بعد أن تجاوز فيه المعتصمون حق التظاهر السلمي وصاروا يمنعون دخول الضباط لوحداتهم بل وتفتيشهم وازداد الأمر بقفلهم لجميع الطرق وتوقفت الحياة، بعد فشل هذه المحاولة صرفنا النظر وعمل برأي من دعا بتركهم وحالهم، حتى كانت ساعة الصفر التي تم فيها إخطارالرئيس السابق بقرار اللجنة الأمنية المتمثل بالانحياز للشعب وقد قام بهذا الدورالبرهان والأخ محمد عبد الجليل .

*نعم هذه التفاصيل تم سردها من قبل البرهان نفسه وآخرين، لكن دعنا نتحدث عن كواليس ماقبل إذاعة البيان وحقيقة حدوث عدة انقلابات وقتها؟

– نعم كانت هنالك عدة محاولات للانقلاب، كان هنالك تحرك يقوده مقدم من المظلات واخر يقوده رائد من البحرية، هذا فضلاً عن انضمام عدد من صغار الضباط وضباط الصف والجنود للمعتصمين، بل إن هنالك من انضم لهم وهو يمتطي عربات مزودة بالدوشكات، هذا الوضع وبهذه التعقيدات غير المعروفة العواقب هي التي املت على اللجنة الأمنية ضرورة التصرف بحكمة وتراعي ابتداءً حقن الدماء وتراعي عدم الشرخ داخل أهم مؤسسة عسكرية القوات المسلحة وهذا هو السبب الرئيس لاختيارنا لوزير الدفاع قائداً للتغيير بوصفه أقدم رتبه رغم تحفظي انا شخصياً عليه.

*لماذا تحفظت على اختياره؟

-لأنه كان النائب الأول للرئيس ويتحمل جزءاً مما حدث، وقد قلت له بأن الشارع لن يقبلك.

*ماذا كان رده؟

-كان رده انه يجب المحافظة على تماسك القوات المسلحة وانه إذا لم يقم بقيادة التغيير سيوصف بالمتخاذل وأضاف أيضاً بأن يترك الأمر للشارع فإذا كان رد فعله بأنه غير مرحب به سيتنحى حالاً .

*خشي من وصفه بالمتخاذل أم أراد التشبث بالسلطة؟

-الفريق أول ابن عوف كان زاهداً في السلطة واتخاذه لقرار قيادة التغيير جاء للمحافظة على تراتبية القيادة وتماسك القوات المسلحة حتى يغلق الباب أمام أي ضابط أحدث وتحدث صدامات وقتال لذا فإنني ارى أن ماقام به ابن عوف عمل كبير حافظ على وحدة القوات المسلحة وعندما رأى وسمع عدم ترحيب الشارع به لم يتشبث بالسلطة وتنحى بطيب نفس وهدوء وخطاب التنحي مدرسة في التعاطي مع الشأن الوطني، كما وان خطابه في البيان الأول كان جامعاً ويحمل بين طياته الوصفة العلاجية للعبور الآمن.

whatsapp
أخبار ذات صلة