تاق برس من داخل قاعة محكمة المتهمين بانقلاب الانقاذ .. البشير يظهر لاول مرة مرتديا “بدلة السجن” محاكمة 6 متهمين غيابيا و 198 محاميا يمثلون هيئة الدفاع والقاضي يرفع جلسات المحاكمة لهذه الأسباب ويرفض طلبا للإفراج عن متهمين بالضمانة
الخرطوم “تاق برس” – انطلقت اليوم الثلاثاء بالعاصمة الخرطوم اولى جلسات محاكمة الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير 27 اخرين بتهمة انقلاب الانقاذ 1989.
ووصل البشير وبقية المتهمين الى مقر المحكمة بضاحية اركويت شرق العاصمة الخرطوم على متن سيارات معتمة فيها الرؤية تماما وسط اجراءات امنية مشددة مدججة بالعسكريين والسلاح.
وبدأت الجلسة إجرائية بتلاوة أسماء المتهمين في القضية، وتسجيل أسماء المحامين الذين يتولون الدفاع عنهم وتسليمها الى القاضي عصام الدين محمد ابراهيم واثنين من القضاة معه.
وظهر الرئيس المخلوع عمر البشير اليوم الثلاثاء في اولى جسات محاكمته بتهمة انقلاب الانقاذ 1989 مرتديا بدلة بيضاء اقرب الى لبس السجن من قماش ابيض ناصع وبكم نص بحسب ما رصد محرر (تاق برس) من داخل قاعة المحكمة من على مقربة من قفص المتهمين بينما منعت سلطات المحكمة اي التقاط الصور للمتهمين ، وظهر وهو ضاحكا يلوح بيديه بعد ان دلفت السيارات المخصصة لنقلهم الى ساحة المحكمة.
فيما ظهر بقية المتهمين يرتدون جلابيب بيضاء وجلسوا في قفص مجهز بمقاعد وثيرة طرأت عليه بعض الزيادات لاستيعاب كل المتهمين.
وشهدت ساحة المحكمة من الخارج هرج ومرج وحالة من الشد وتبادل الاتهامات والصراخ بين اسر المعتقلين وبعض انصار النظام السابق ومحاميين وناشطين وتعالت الهتافات من انصار النظام السابق واسرهم في رفض لمحاكمة ذويهم.
وفرضت السلطات اجراءات امنية مشددة عند مدخل المحكمة وسيارات مدججة بالسلاح والجنود من الجيش رافقت احضار المتهمين الى المحكمة وتولت سيارات من الشرطة والشرطة العسكرية تامين المحكمة
ورفضت المحكمة الخاصة بمحاكمة مدبري انقلاب الانقاذ المنعقدة بمعهد العلوم القضائية والقانونية اطلاق سراح كل من الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي دكتور علي الحاج و رئيس مجلس الشورى بالمؤتمر الشعبي، ابراهيم السنوسى عضو القيادة بالحزب عمر عبدالمعروف ، اطلاق سراحهم بالضمان وقررت المحكمة الابقاء عليهم فى الحبس اثناء المحاكمة وكانت المحكمة اصدرت قرارها بناء على طلب تقدم به رئيس هيئة دفاع المتهمين بارود صندل رجب متلمسا فيه من المحكمة اطلاق سراح المتهمين الاول والثاني مبينا للمحكمة ان المتهمان تجاوزا عمرهما الثمانون سنة ويعانون من الامراض المزمنة ، وبررت الهيئة فى طلبها ان النيابة افرجت عن بعض المتهمين يواجهون ذات التهم من تقويض النظام الدستوري واثارة الحرب ضد الدولة واستند الدفاع فى طلبه على المادة (106) من قانون الإجراءات الجنائية.
وقال رئيس المحكمة مولانا عصام الدين احمد ابراهيم قاضي المحكمة العليا فى رده على الطلب انه وبعد الاطلاع على الطلب وجدت ان النيابة وجهت لهم تهمت تحت المادتين (78/96) من القانون الجنائي لسنة 1983م وتوجيه المادة (54أ) من القانون العسكري لسنة 1986 لبعض المتهمين العسكريين ، ويواجه المتهمين مقدموا الطلب تهمة الاشتراك الجنائي في تقويض النظام الدستوري وإثارة الحرب ضد الدولة، تصل عقوبتها للاعدام والسجن المؤبد، ومن المتفق عليه أن الحبس التحفظي او الاحترازي بسبب التهمة فانه لضمان تنفيذ الحكم اذا صدر بالإدانة ،ورأت المحكمة انه طالما الحبس تم وفقا للقانون فانه مدعاة لعدم الافراج، وعليه قررت عدم الافراج عن المتهمين بالضمان.
وفي السياق وجهت المحكمة باعلان (6) متهمين اخرين ، بعد ان طالبت النيابة بمحاكمتهم غيابيا و فصل الاتهام في مواجهتهم، بعدان تعذر الوصول إليهم بعد اعلانهم بالنشر، وثبت لديها ان هناك ثلاثة متهمين خارج البلادج وان الثلاثة الباقيين اخفوا انفسهم للحيلولة دون الوصول اليهم ، وكانت هيئة دفاع المتهمين ال (28) الذين مثلوا امام المحكمة دفعوا بطلبات للمحكمة طالبوا فيها بمراعاة الاشتراطات الصحية وتهيئة قاعة مناسبة تسع الجميع بعد تعذر ممثلي دفاع المتهمين من الدخول والمثول امام المحكمة وكانت المحكمة قد دونت حضور ممثلى هيئة الاتهام والتى تراسها كل من رئيس النيابة سيف اليزل محمد سري ادريس الى جانب حضور اربعة من ممثلى الهيئة فيما دفعت هيئة دفاع المتمهين بكشوفات متابينه باسماء دفاع المتهمين وقدم عبدالباسط سبدرات كشفا بأسماء (30 ) محاميا للدفاع عن الرئيس المعزول البشير و نائبيه بكرى حسن صالح وعلي عثمان محمد طه اضافة الى عوض احمد الجاز واحمد عبد الرحمن فيما تقدم المحامى محمد الحسن الامين بكشف للدفاع عن نافع على نافع وحمد عبدالله الفشوشيه والزبير احمد الحسن ومحمد الطيب الخنجر ومحمد عوض الكريم ابوسن ومحمد محمود جامع فيما تقدم ممثل الدفاع محمد حسن شوكت بكشف عدد من المحامين للدفاع عن المهندس عبد الرحيم محمد حسين والفريق احمد عبد الله النو فيما دفع ممثل الدفاع عمر شينان بكشف اخر للدفاع عن التجانى ادم الطاهر فيما تقدم ممثل الدفاع محمد امام محمد امام للدفاع عن ابراهيم نايل ايدانم وسليمان محمد سليمان ومثل الدفاع عن المتهم اللواء طبيب الطيب ابراهيم محمد خير محمد عبد الله شبخ الدين فيما مثل تاج السر عكاشه ادريس للدفاع عن اللواء عبداللع عبد المطلب ومثل بارود صندل الدفاع عن عمر عبد المعروف وفيما مثل كمال عمر عبد السلام الدفاع عن على الحاج ومثل المحامى خالد ابراهيم للدفاع عن ابراهيم السنوسى فيما تعذر مثول محامى المتهمين يونس محمود وفبصل مدنى مختار واللواء ركن عبد الله عثمان من الدخول الى قاعة المحاكمة فيما رفض اثنين من المتهمين وهما عثمان محمد عثمان وفيصل علي صالح تعين محامين للدفاع عنهما .
و قال قاضى المحكمة فى بداية الجلسة ان المحكمة جاهزة لتلقى اى اعتراض اوطلبات وانها تقف بمسافة متساوية لتحقيق العدالة.
ولم تتمكن هيئات دفاع المتهمين من الدخول بكامل عضويتها من المحاميين الى قاعة المحكمة حيث يقدروا بنحو 198 ممثلي الدفاع عن جميع المتهمين.
وقرر القاضي رفع الجلسة لاتخاذ تدابير افضل لحضور جميع ممثلي الدفاع والبحث عن مكان افضل فيه مساحة ويراعي التباعد الاجتماعي والضوابط الصحية ويتسع لدفاع المتهمين وأسرهم
وشهدت الجلسة اجراءات تامنية مشددة على مداخل ومقر المحاكمة حيث تم احضار المتهمين على دفعات بواسطة حافلة ركاب و عربة دفاع رباعى تقل الرئيس المعزول وبعض معاونيه فناء مقر المحاكمة الخارجى اكتظ بذوى المتهمين ووسائل الاعلام المحلية والعالمية التى لم يتمكن اغلبها من الدخول حيث منحت الفرصة لتلفزيون السودان بالدخول الى مقر المحاكمة مبكرا فيما ظهر الرئيس البشير لاول مرة يرتدى زى المحكومين وحددت المحكمة جلسة الحادي عشر من اغسطس القادم لمواصلة إجراءات المحاكمة.