يسرية محمد الحسن ..الشرعية الوطنية!!

401

مامن أحد في ربوع بلادنا الحبيبة إلا وتأذى من الإنقاذ، ان لم يكُ فردًا فجماعة في الجيش..الشرطة.. الخدمة المدنية.. القطاع الخاص.. سوق الله أكبر.. الخ… من أقصى البلاد إلى أدناها..

ثلاثون عاما لحكم الفرد….جماعه الاخوان المسلمين وان كان في كل منعطف  يهرولون إلى ضعاف النفوس من الاحزاب التقليدية ليعملوا على اسنادها وتجميل وجهها بمساحيق التعدُد الحزبي الزائف لاكتساب الشرعية الديموقراطية الكذوب امام العالم، عله يرضى عنها وسياساتها البائسة التي تسببت في كثير من معاناة الناس وإلى يوم الناس هذا…وتلك احدى مساوئ الأنظمة الشمولية على امتداد تاريخها بالعالم…اذ يؤدي احتكار السلطة والثروة إلى مفسدة النظام بأسره،  فيعم الافساد الاخلاقي من نهب وسرقات ومحاباة وتقديم أهل الولاء والمنتفعين من “مُطبِلاتية” وحارقي بخور،على أهل الكفاءة والخِبرة؛ فيتدهور الإقتصاد  وتفشل السياسات في مجملها لتصير البلاد بعدها في حالة انهيار تام في اوجه الحياة برُمتها.

فشل واخفاق في كل شيء، لذا تكون النتيجه الحتمية لهذه النتائج الكارثية، ثورات الشعوب، سيما ماحدث في ديسمبر المجيد والتي صنفت عالميًا  بأعظم الثورات في التاريخ الحديث، فُقدّ من فُقِد وأُزهقت أرواح شباب زُغبٌ وأُنتُهٍكت أعراض الحرائر  …وحدث ما حدث.. وما جريمه فض الإعتصام الدامية والمُزرية والمُخجلة، الا وصمة عار في جبين الانسانية جمعاء.

حسنًا فعلت حكومة حمدوك بتشكيلها لجنة مستقلة للتحقيق في هذه الجريمة النكراء؛ وحسنًا فعلت بإختيارها لعناصر قانونية وطنية مشهود لها بالكفاءة والنزاهة والباع الطويل في السلك القضائي، وطعّمتها بشخصيات مدنية ايضًا مشهود لها بالنزاهة والصدق والوطنية..

عاجلًا أم آجلًا، لابد أن تأخذ العدالة مجراها، ويُعاقب كل آثم وتُرد الحُقوق إلى أصحابها… طُوبى لأرواح الشُهداء في برزخها، ولأسرهم بالفرج القريب..

سرّنِي جدًا وأراح بالي الحديث التصالُحي الفريد الذي أدلى به الأستاذ السياسي والمُفكر والصحافي الكبير الحاج وراق في إفاداته التي تحدث فيها عن خطورة المرحلة وتعقيداتها وتشابك خيوطها، وتشديده على ضرورة إستصحاب كل السياسين ومُنظمات المُجتمع المدني  وحتى الإسلاميين الذين لم تمتد أياديهم إلى فساد سياسي ولا غيره، ليعملوا جميعا دون عزل لأحد في الترتيب لإنتشال الوطن من وهدته  وفق عملية سياسية كبرى تجمع ولا تُفرِق.. ياله من حديثُ عقلٍ طيب مُتسامح  ينّظُر إلى المصلحة العامة للبلد دون التحيُز لفكرٍ أو نهجٍ مُعين، وهو، أي الحاج وراق الذي يصدّح بهذا الكلام، قد ناله من الإنقاذ والإنقاذيين ومن لفّ لفّهم مالم ينّلهُ أحدٌ من الخُصوم…تنكيلًا وسجنًا وتضيّيقًا في الرِزق وطرّد من العمل ومُصادرة، ومنعًا من السفر، وبُيوت أشباح وما إلى ذلك من اساليب القمع والترهِيب والترغِيب التي كان ينتهجها نظام الإنقاذ ضد مُعارضِيه، حتى هجر الوطن بحاله هربًا من جحيم المُلاحقات….

اذن اذا كان ذلكم هو حديث من كانت تعتبره الإنقاذ والاسلاميون كافة عدوًا لدودًا لهم ولمشروعهم الحضاري، فمن باب أولى أن تتخذه حكومة حمدوك شِرّعةً ومِنهاجا….نمد الليد ونتسالم…او كما قال الشاعر الرقيق تاج السر عباس في إحدى قصائده العاطفية الخالدة.

وان كان الحاج وراق ومن يؤيده في حديثه قد سامح ونسِي وتناسى قسوة الإسلاميين عليه، وسنين العذاب والتضيّيق والسجن والطرد  ف والله حرِيٌ بكل مكونات المُجتمع من سياسيين في المقام الأول وإعلاميين وصحافيين …ألخ…ان تجعل المصالحة الوطنية بمفهومها الحقيقي؛ أولى عتبات الإصلاح الشامل بالبلاد….ومن الظلم أن يُدمغ كل من إنتمى للإسلاميين بالفساد والإفساد … ولنا في د.غازي صلاح الدين العتباني وإخوة له خير مثال لطهاره اليد والنفس والتوجهه….

أدعوا كل الإسلاميين الشُرفاء أمثال د.غازي واجلسوا معهم وضعوا الحصان امام العربة، وتنادوا باسم الوطن الجريح من كل حدبٍ وصوب.. ولا عزاء للفاشلين  المعوقين، واضعي المتاريس  مممن تلوثت اياديهم بالكسب الحرام، ووغلت في الدم الحرام…

whatsapp
أخبار ذات صلة