سمية سيد .. وزيرة الكسح العالي !!
استبقت وزيرة التعليم العالي بروفيسور انتصار صغيرون قرار رئيس الوزراء بشأن اساتذة الجامعات الحكومية واعلنت اقالتهم من خلال مخاطبتها لمنبر عام بجامعة امدرمان الاسلامية.
الوزيرة رفعت توصية باقالة مديري الجامعات ونوابهم ومجالس الجامعات الحكومية، وقبل ان يبت مجلس الوزراء في التوصية تسرعت وابلغت المقالين بالخبر، فادخلت رئيس الوزراء في حرج بالغ، خاصة اذا كان لديه رأي في توصية الوزيرة او في جزء منها.
الوزيرة لم توضح حتى الآن الاسس التي اعتمدت عليها في اتخاذ توصيتها باقالة الجميع دون استثناء أحد، فهل كل مديري الجامعات ونوابهم ورؤساء واعضاء مجالسها من المؤتمر الوطني والفلول، حتى تطولهم الشرعية الثورية التي تنتهجها انتصار صغيرون بحسب ما ذكرته في ذلك اللقاء؟
وزيرة التعليم العالي قالت انها ستكلف مديرين للجامعات من ضمن مهامهم المسح والكنس على مراحل. وقالت إنها تقلدت منصبها عبر الشرعية الثورية، وهذا سينطبق على تعيين مديري الجامعات الحكومية.
في اعتقادي ان بروف انتصار صغيرون فشلت في الانتقال الى نهج ادارة الدولة، وهو نهج يختلف تماماً عن ادارة واشعال الثورات.. وافتقرت للعلمية والمهنية في خطابها من داخل حرم الجامعة الاسلامية. واستخدمت نفس مفردات خطابات الحماسة الثورية، ولم تكن تدرى ان المكان والزمان قد تغير.
كانت تظن ان الحديث الثوري بالرجوع الى حرق (اللساتك) ووضع المتاريس سيجد التأييد من شباب الثورة. وبالتأكيد لم تتوقع ان يقابل خطابها بمثل مالاقاه من هجوم من ذات شباب الثورة الذي يسعى الآن لاصلاح حال البلاد بتنفيذ شعارات الثورة لا باطلاق شعارات الكسح والمسح دون سند قانوني.
لم توفق الوزيرة في تعميم اتهاماتها لكل مديري الجامعات الحكومية ونوابهم.. فمنهم من لم يرتبط بنظام الإنقاذ وليست لهم خلفيات سياسية ولم يصلوا الى مواقعهم برافعة الحزب والولاء.. فما كان من السيدة الوزيرة الدخول في معركة بلا معترك، وكان عليها الانتظار لحين قرار مجلس الوزراء.
معلوم أن مؤسسات التعليم العالي تعرضت الى كثير من التشوهات بسبب سياسة التمكين وعزل الكوادر المؤهلة. لكن هذا لا ينفي ان معظم استاذة الجامعات وقياداتها هم اكاديميون لا يتعاطون مع التوجهات السياسية بطريقة صارخة حتى يتم وضعهم في مربع فلول النظام مما يستوجب كنسهم.
كان على بروفيسور انتصار أن تتحدث عن رؤيتها لمؤسسات التعليم العالي خلال المرحلة الانتقالية، وعن الأولويات في معالجة المشكلات التي تعترض العملية التعليمية في الجامعات الحكومية وتأهيلها بالمعامل والكوادر المؤهلة، وتحسين اوضاع اساتذة الجامعات، وازالة التشوهات في سياسة القبول.. وغيرها من القضايا المهمة التي تشغل بال مؤسسات التعليم العالي.
الوزيرة أيضاً لم توفق وهي تستدعي مفردات النظام البائد من شاكلة (امسح واكسح وما تجيبو حي) .. ولم يتبق لها الا (لحس الكوع).