كلام صريح .. سمية سيد : موسم الهدي.. صفر كبير
في الوقت الذي عانى فيه مواطنو الخرطوم وعدد من ولايات البلاد الاخرى بسبب عدم وجود ضأن للاضاحي.. كان ميناء جدة يشهد نفوق اكثر من (25) الف رأس لتأخر تفريغ البواخر التي حملتها من ميناء بورتسودان لمقابلة موسم الهدي بالمملكة العربية السعودية.
ست بواخر لم تتمكن من انزال حمولتها حتى تكمل سلطات المحاجر السعودية اجراءات دخولها. وحتى لحظة كتابة هذه السطور تظل الاسباب غامضة، في ظل غياب المعلومات من قبل سلطات المحاجر السودانية، وايضاً وزارة الثروة الحيوانية التي تقع عليها المسؤولية الكاملة، سواء كانت الأسباب متعلقة بعدم تنفيذ الاشتراطات الخاصة بدخول الماشية في المملكة او اية اسباب اخرى خارج سيطرتها. اذ كان عليها ان تخرج للرأي العام وتشرح ماذا حدث.
ليست هذه المرة الاولى ولا العاشرة التي يضيع فيها موسم الهدي وتخسر البلاد ملايين الدولارات. كما أنها ليست المرة الاولى التي تتعرض فيها الماشية السودانية الى النفوق والقائها في عرض البحر الاحمر، وما كارثة الباخرة مرزوقة كي الا واحدة من الكوارث الكثيرة والمتكررة.
وزارة الثروة الحيوانية التي ظلت طيلة نظام الحكم السابق احدى وزارات المحاصصة السياسية والجهوية المهمشة، تعد من الاسباب الرئيسة في فشل صادرات الماشية واللحوم، خاصة في موسم الهدي.. ففي مثل هذه الحالات كان على طاقمها الفني أن يكوِّن على الاقل لجنة تحقيق لمعرفة الاسباب التي تجعل ارجاع بواخر الضأن الى المملكة امراً مكرراً كل عام، وتحدد المسؤولية وتضع الاجراءات الاحترازية. ولكن من خلال كل التجارب السابقة تكابر الوزارة وتعمل المستحيل لابعاد المسؤولية عنها، وتنفض يدها تماماً من مساءلة منسوبيها خاصة في المحاجر الصحية، وترجع لنفس الممارسات.
المؤسف حقاً أن كثيراً من المواطنين ظلوا يبحثون عن خراف الاضاحي حتى اليوم الرابع من العيد دون جدوى، مع ارتفاع كبير جداً في الاسعار، فالخروف الذي كان يباع بمبلغ (8) آلاف جنيه وصل سعره الى الضعف في اليوم الثاني .. وفي المقابل فشل ذريع لموسم الهدي.. يعني لا الدولة استفادت من عائدات صادر الهدي بالعملة الصعبة، ولا المواطن وجد اضاحي بسعر معقول.
إذا كان ذلك هو الوضع المكرر في كل عام، فعلى الجهات المختصة اتخاذ قرار بوقف صادر الهدي لتوفير اللحوم بأسعار منخفضة للمواطن.