إحتجاجات السودان..خطة حكومية جديدة لمحاصرة غلاء الأسعار بالأسواق
الخرطوم “تاق برس” – أضطرت الحكومة السودانية، الى اللجوء لخطة جديدة لمحاصرة غلاء أسعار السلع بالأسواق، بعد موجة الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد، منددة بتردي الاوضاع الاقتصادية وغلاء الاسعار والمعيشة.
ويدشن رئيس الوزراء السوداني وزير المالية، معتز موسى، في الرابعة من عصر اليوم الخميس، أسواق الشباب للبيع بسعر المصنع بالساحة الخضراء بالخرطوم.
ويأتي افتتاح هذه السوق الجديدة، بالتزامن مع دعوات للنزول الى الشارع ظهر اليوم لتسيير موكب الى القصر الرئاسي، للمرة الثالثة، يطالب بتنحي الرئيس البشير عن السلطة.
وقال رئيس الاتحاد الوطني للشباب السوداني “مؤسسة حكومية”، محمود ود احمد، إن الأسواق تهدف لتوفير السلع والبيع بسعر المصنع لقطع الطريق امام الجشعين من السماسرة والوسطاء الذين يستغلون حاجة المواطن. على حد قوله.
وأشار الى أن هذه الاسواق تأتي ضمن مشروع اقتصادي يتبناه الاتحاد عبر شركائه من اصحاب المصانع والشركات الوطنية، بمشاركة (53) مصنعًا وشركة للبيع بسعر المصنع.
ودعا حكومات الولايات لتخصيص المواقع لإقامة هذه الأسواق.
وأكد ود أحمد استمرار جهود الاتحاد في العمل على تخفيف الضغوط التي تعيشها الاسر جراء زيادة الأسعار.
وأوضح أن الأسواق ستستمر لمدة ستة اشهر، وأضاف “نعمل على أن تكون هذه الأسواق ثابتة على مدار العام لتسهم في خفض اسعار السلع الغذائية للمواطنين”.
ولفت الى أن هذه الأسواق توفر كافة متطلبات المواطنين وتعتبر مشروع وفرة وشراكة حقيقية بين صغار المنتجين والمصانع والشركات.
وانقسم متداولون على منصات التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، للخطوة، فبينما اعتبرها البعض “مجرد “مسكنات” ومحاولة من الحكومة لاسكات المواطنين عن الاستمرار في الخروج للشارع، رأى فيها البعض وسيلة لقطع الطريق امام مغالاة التجار في الاسعار.
واستخف بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي بجدوى فتح اسواق للبيع في العاصمة الخرطوم بينما ينتشر الغلاء في كل مدن وولايات السودان، بجانب انعدام السيولة النقدية اصلاً لدى المواطنين حتى يتمكنوا من شراء تلك السلع،
فيما ذهب البعض الى ان المواطن ازمته الراهنة لم تعد في السلع وانما في اقتلاع المتلاعبين بقوته، وراى البعض ان هذه السوق، “باب للتلاعب وأكل أموال الشعب واستفادة بعض المسؤولين في الحكومة من وراءها”.
وانتقد البعض تكرار تجربة اسواق البيع المخفض وهي التي اثبتت فشلها في ولاية الخرطوم التي فتحت عشرات الاسواق، دون ان يستفيد منها المواطن.
وتساءل المواطن “محمد عثمان ود رملي” على صفحة وكالة السودان الرسمية للانباء على فيسبوك قائلًا” هل يعقل اني اسكن في اخر اطراف ولاية الخرطوم ان احضر الى الساحة الخضراء لاشتري سكر وعدس وزيت من هذا السوق؟”.
وقال المواطن ابو راكان ” والله لو وزعتها مجانانانانا الثوره طلعت وما في رجعه تسقط تسقط تسقط بس”.
بينما قال المواطن حمدي أبو ملهم في تعليقه ” هذه محاولة يائسة جدا من ازيال الحكومة المتهالكة لمعالجة أزمات السودان بهذه الرواكيب التي فيها مواد غذائية أو تموينية (علوق وقت الشدة ما بنفع)، واضاف أزمات السودان لا تعالج بهذة التطبيبات والتملس، واي مشكلة لا بد أن تعالج من حذورها كالانفتاح في الزراعة أو الصناعة والتجارة.
ويواجه السودان ازمات اقتصادية، تفاقمت عقب انفصال جنوب السودان وفقدان النفط الذي يشكل 75% من موارد البلاد.
وارتفعت أسعار السلع بشكل كبير وسط تصاعد معدل التضخم الذي وصل الى 70% مع استمرار تهاوي الجنيه السوداني أمام العملات الأجنبية، وانعدام السيولة النقدية في المصارف والصرافات، وتمدد صفوف النقود والخبز والوقود في عدد من مدن البلاد، تسببت في انفجار الاوضاع واندلاع تظاهرات احتجاجية في اتاسع عشر من ديسمبر الماضي.