تعيين مبعوث أمريكي جديد للسودان .. تحريك الجمود السياسي مهمة صعبة بانتظار خلف توم بيرييلو
يواجه المبعوث الأميركي الجديد إلى السودان مهمة صعبة في تحقيق اختراق في الأزمة المستعصية في البلاد، فيما يمثل تعيينه اختبارا لجهود الولايات في الضغط على الجيش السوداني للاستجابة إلى المساعي الدولية بالجلوس إلى طاولة المفاوضات والوصول إلى وقف الحرب وإعادة الاستقرار إلى البلد الذي أصبح على شفا التمزق.
متابعات – تاق برس
وسيتم تعيين مبعوث أميركي جديد إلى السودان في يناير المقبل، بعدما أجاز الكونغرس قبل يومين اقتراح التعيين. ووافق الكونغرس الأميركي على اقتراح تعيين مبعوث رئاسي خاص إلى السودان لفترة عامين، وصدر القرار تحت الرقم 7204 الذي ينص على التعيين بواسطة الرئيس بناء على مشورة وموافقة مجلس الشيوخ، على أن يبدأ في موعد لا يتجاوز 90 يوما من صدور القرار؛ ما يعني أن التعيين سيحدث في عهد الرئيس الجديد دونالد ترمب، الذي ستبدأ ولايته في الـ20 من يناير المقبل.
ويأتي المبعوث الجديد خلفا للمبعوث المؤقت الحالي توم بيرييلو الذي تم تعيينه في فبراير الماضي، دون أن يحقق أيّ نتيجة تذكر على الأصعدة كافة؛ إذ رفض قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان جميع المبادرات التفاوضية التي تقدم بها بيرييلو.
وسيتولى المبعوث الخاص الجديد قيادة الجهود الدبلوماسية الأميركية المتعلقة بالسودان، مع التركيز على دعم الجهود السياسية لحل النزاع، ومعالجة الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب.
وينص القرار على أن يقدم المبعوث الخاص تقاريره مباشرة إلى وزير الخارجية، مع التشاور المستمر مع لجان الكونغرس المختصة لإطلاعها على المستجدات.
وحدد القرار أولويات المبعوث الجديد في “بذل الجهود لإنهاء الحرب المستمرة في السودان منذ 19 شهرا، ورسم مسار مستقبلي للسلام المستدام، ودعم التحول الديمقراطي، إضافة إلى متابعة تنفيذ السياسات بالتنسيق مع الجهات المختصة في وزارة الخارجية والشركاء المحليين والدوليين.”
ويرى متابعون أن إدارة ترامب قد تعمل بجد على هذا الملف، خصوصا أن السياسة الأميركية تبدو داعمة للاستقرار ووقف الحروب في المنطقة، كما توجد مؤشرات عديدة على أن المبعوث الجديد إلى السودان سينجح في مهمة وقف الحرب، من بينها وجود دول أخرى في المنطقة غير راغبة في استمرار الصراعات في الإقليم.
ومن المرجح أن تكون أولى توجهات المبعوث الجديد الضغط على الأطراف المتصارعة ودفعها للجلوس للتفاوض وخصوصا الجيش الذي عرقل سابقا جميع المبادرات بذرائع مختلفة، وفي حال رفض أحد الأطراف الذهاب إلى طاولة المفاوضات ستكون خيارات فرض السلام بالقوة هي الأكثر ترجيحا.
ولم تنجح السياسية الأميركية في عهد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن في إنهاء الحرب بالسودان رغم تعيين واشنطن مبعوثا خاصا إلى الخرطوم، هو توم بيرييلو، الذي سعى لذلك مدة 8 شهور مع الأطراف السودانية، لكنه في النهاية فشل في إحداث أيّ اختراق في ملف الأزمة.
وفور إعلان ترامب فوزه بالرئاسة الأميركية سارعت الأطراف السودانية إلى تهنئته بالفوز، معلنة استعدادها للعمل معه لإنهاء الحرب في البلاد.
لكن هناك من قلل من فاعلية الخطوة الأميركية الجديدة نظرا إلى المعطيات الحالية واستمرار الرهان على الحل العسكري، إذ أن تقاطع المصالح الدولية في السودان يشل قدرة الولايات المتحدة على فرض السلام من خلال حمل الأطراف المتقاتلة على الذهاب إلى طاولة التفاوض، إضافة إلى استمرار الجيش في سياسة المناورة تجاه مبادرات التفاوض وعدم نيته إنهاء الحرب من خلال المفاوضات.