كشف أسباب اقالة وزير الخارجية السوداني “علي الصادق” ووجهته القادمة ويعلق على قرار إقالته والوزير الجديد الذي رفضته لندن

3٬626

متابعات – تاق برس- قال السفير علي الصادق وزير الخارجية السوداني المكلف بعد صدور قرار إقالته من منصبه، إنه لم يحن الوقت للكشف عن وجهته المقبلة”.
وودع الوزير بحسب وكالة المحقق، زملاءه الوزراء الاتحاديين والسفراء ووزراء الخارجية الذين تعامل معهم، على التعاون المثمر الذي وجدته منهم خلال فترة توليه المنصب بالتكليف.

 

وكان وزير شؤون مجلس الوزراء السوداني المكلف ،عثمان حسين، أصدر قراراً الأربعاء قضى بإعفاء السفير علي الصادق من منصب وزير الخارجية المكلف وعين وكيل الوزارة، السفير حسين عوض بدلاً عنه.

وذكر تلفزيون السودان الرسمي، في نبأ عاجل، أن مجلس الوزراء قد قرر إعفاء علي الصادق من منصب وزير الخارجية، وعين بدلاً منه السفير حسين عوض علي محمد لتولي المسؤوليات الخاصة بالوزارة، دون ذكر تفاصيل حول الدوافع وراء هذا القرار.

وجاء تغيير علي الصادق وسط جدل كبير حول دوره في تقويض الجهود التي قادتها الهيئة المعنية بالتنمية في أفريقيا “إيغاد” في ديسمبر ويناير الماضيين لحل الأزمة المستفحلة في السودان بسبب الحرب المستمرة هناك منذ نحو عام.

وشكك دبلوماسيون ومراقبون في قدرة الوزير الجديد حسين عوض على التحرك أفريقيا حيث أكدت صحيفة «أوبزيرفر» الأوغندية أن بلاغا مقيدا ضده في كمبالا بسبب صفعه سائقه محدثا إصابة في عينه اليسرى.
ويعتبر الوزير المقال ‏علي الصادق من أبرز رجال النظام السابق في السلطة الحالية ومن المقربين لعلي كرتي الأمين العام للحركة الإسلامية المطلوب لدى الولايات المتحدة.

وأثار الصادق جدلا كبيرا خلال الفترة الأخيرة، عندما أصدر بيانه المشهور برفض مقررات

قمة إيغاد قبل أن تصل طائرة البرهان إلى بورتسودان عائدا من القمة التي استضافتها جيبوتي في ديسمبر 2023، مما وضع البرهان في موقف حرج أمام العالم واجبره على تغيير موقفه المعلن في القمة.

وقال مصادر موثوق لموقع سكاي نيوز عربية إن هنالك 4 أسباب وراء إقالة الصادق وهي:
-السبب الاول : انكشافه الشديد على خلية الخطط السياسية الإخوانية التي توجه عمل الحكومة القائمة في بورتسودان حاليا، والرضوخ لها بشكل مكشوف مما أعاق أي جهود لإحداث اختراق في العلاقات الخارجية وفك العزلة التي تعيشها الحكومة في بورتسودان.

-السبب الثاني فيعود إلى الحملة الإعلامية التي تحدثت عن علاقة ابنته بتنظيم داعش في العقد الثاني من القرن الحالي.
-ويشير المصدر إلى أن السبب الثالث يتعلق بضغوط مارسها قادة في الجيش على البرهان بعد تململ الوسطاء الأفارقة والدوليين من الدور الذي يلعبه الصادق في تقويض الجهود السلمية.
-ويتمثل السبب الرابع في محاولة تنفيذ استراتيجية جديدة يدعمها جناح نافذ داخل تنظيم الإخوان وتتطلب وجها جديدا تسهل عملية مراوغة المجتمع الدولي عبره خصوصا في ظل الاستعدادات الجارية حاليا لاستئناف التفاوض في منبر جدة.

وجاءت إقالة الصادق بعد أيام قليلة من انتقاد البرهان للظهور العلني المكثف لكتيبة البراء التي تقاتل إلى جانب الجيش، وقوله إن تصرفاتها جعلت العالم يدير ظهره للسودان.

واعتبر مراقبون أن ‏إقالة الصادق في هذا التوقيت بمثابة رسالة من البرهان للعالم قبل أسابيع من الموعد المحدد لاستئناف المفاوضات بمدينة جدة السعودية بأنه بدأ يتحرر من الإخوان وكتائب البراء ويريد أن يثبت للعالم بأن القرار عند المؤسسة العسكرية وليس كما يدعي البعض بأن الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي هو صاحب الكلمة العليا.

في وقت قالت فيه مصادر، إنّ الحكومة رشحت السفير علي الصادق سفيراً للسودان في لندن، ليختم حياته المهنية فيها – فقد بلغ سن المعاش – إلّا أنّ قرار الموافقة عليه لم يأتِ بعد من مدينة الضباب.
فيما يدور الحديث همساً داخل أروقة الوزارة، إنّ أسباباً عدة عجّلت برحيل الصادق منها ملفات العقوبات الأوروبية على السودان والبطء في تعيين السفراء في المحطات الشاغرة، وإدارة ملف الحرب دبلوماسياً، وهي ذات الملفات التي تنتظر وزير الخارجية الجديد، حسين عوض. على طاولة الوزارة، فهل يستطيع أن يحقق فيها النجاح؟

كشف أسباب اقالة وزير الخارجية السوداني "علي الصادق" ووجهته القادمة ويعلق على قرار إقالته والوزير الجديد الذي رفضته لندن
وزير الخارحية السوداني الجديد حسين عوض

 

البديل
التحق السفير حسين عوض بوزارة الخارجية ابعام 1984م في درجة سكرتير ثالث، بعد تخرجه في جامعة الخرطوم شُعبة العلوم السياسية والجغرافيا العام 1982م، حيث حصل على درجة الماجستير والدبلوم العالي، فيما نال بعد التحاقه بالوزارة تدريباً ودراسات أخرى في جامعات ومعاهد للتدريب الدبلوماسي، وشغل في بداية عمله دبلوماسياً لدى سفارات السودان في كل من “الكويت، الرياض، لندن ومقديشو”، فيما كان له النصيب الأوفر في العمل بالسفارات السودانية في الدول الأفريقية، حيث عمل سفيراً في لوساكا 2016، وسفيراً غير مقيم في عدد من دول جوار زامبيا، وسفيراً أيضاً في يوغندا، ورواندا، ومندوب السودان الدائم لدى السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا الكوميسا منذ 2016، وكان آخر منصب له قبل تعيينه وكيلاً لوزارة الخارجية سفيراً لدى لوساكا.
إدارة المهمشين
وشغل الرجل الذي لم يكن على وفاق مع وزير الخارجية وقتذاك علي كرتي عدة مناصب بالوزارة، أبرزها مدير عام للعلاقات والقضايا الدولية، ومدير عام لإدارة التخطيط والبحوث وهي الإدارة التي تسند – كما يصفها السفراء – إلى المغضوب عليهم، فضلاً عن عدد من الإدارات الأخرى، وشارك في عدد من المؤتمرات واللجان والمنابر الدولية والإقليمية والثنائية.

سفارة لندن
لم يتمكّن السفير حسين عوض من الوصول إلى شغل منصب السفير لدى واحدة من أهم السفارات السودانية، وهي سفارة السودان في لندن على الرغم من ترشيحه لها.
وقالت مصادر دبلوماسية إنّ لندن لم ترد على طلب ترشيحه خلال 3 أشهر، وهو ما يعتبر في العرف الدبلوماسي رفضاً للترشيح، والدفع بسفير آخر بدلاً منه.

الشلليات
ويصف زملاء الوزير الجديد أن واحدة من أكبر مشاكل بعض الوزراء الذين تعاقبوا على الخارجية هو خلق شلليات ولوبيهات حول الوزير، الأمر الذي خلق الكثير من المرارات والغبن، ويضيفوا أن السفير عوض لم يعرف له أي شلليات حسب السوداني.

رفقاء العمل
ومن دفعة السفير حسين بوزارة الخارجية كل من السفير محمد عبد الله إدريس الذي يشغل منصب سفير السودان في واشنطن، والسفير الحارث إدريس الذي يشغل الآن منصب مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك.

 

whatsapp
أخبار ذات صلة