محمد عبد الماجد : بغم : عمالة إعلامية بغيضة لمصر
بغم
عمالة إعلامية بغيضة لمصر
محمد عبدالماجد
هنالك بعض الأقلام في الإعلام السوداني من منطلق الانتماء للهلال والمريخ أعلنت تضامنها مع الأهلي المصري ، رغم الإساءات والبذاءات العنصرية التي تعرض لها الهلال والسودان بوجه عام في مباراة 1 إبريل التي شهدت خروجا عن الخط الأحمر من جمهور الأهلي الذي هتف بعبارات عنصرية تعلي من خطاب الكراهية وتهز العلاقة التاريخية بين السودان ومصر وتضرب في جذورها العميقة.
تعامل بعض الأقلام الحمراء مع هذه الأحداث العنصرية من منطلق انتمائهم الضيق يؤكد ضحالة تلك العقول وقصر نظرتها، لأن الموضوع هنا أكبر من (هلال مريخ) … الموضوع أكبر من ضربة جزاء لم تحتسب أو هدف تسلل لم ينقضه الحكم ، عموما تلك الأقلام عرّت أصحابها وكشفت الطريقة التي يفكرون بها .. فهم على استعداد لأن يدوسوا على الوطن بأحذيتهم في سبيل النيل من منافسهم او خصمهم الرياضي.
اعتقد أن المشجعين لا يفكرون بتلك الطريقة التي يفكر بها من صنعوا أسماءهم بالإساءة للطرف الآخر ظنا منهم أن في ذلك الأمر بسالة وشجاعة تحسب لهم وهم يأتون بما لا يقتل ذبابة لكنهم يحسبونه أمرا عظيما إذا ارتبط اسمهم بالإساءة للنادي الآخر ، فهم يبحثون عن الأضواء عن طريق هذا الأسلوب.
أقلام أخرى ليس لها في العير ولا النفير حشرت نفسها في القضية وبدلا من أن تقول خيرا أو تسكت أعلنت تضامنها مع الفريق المصري وجمهوره الذي وصف السودانيين بعبارات من قاع المدينة ونفاياتها.، تشبه تماما القاع الذي خرجوا منه وتعبر عن رؤيتهم الحقيقية للسودان وشعبه الكريم.
هؤلاء ربما كانوا يبحثون عن (الصيت) وربما قصدوا مغازلة الإعلام المصري في انتظار أن يرد لهم الإعلام المصري التحية بما هو أحسن، أو قد يكونون قصدوا من ذلك حماية مصالحهم الخاصة بأن يجدوا التقدير والثناء من الجانب المصري وأن يحصدوا جزاء نصرتهم للأهلي المصري الفوائد والمكاسب ، أقلها التيسير في الحصول علي التأشيرة، أو في الخروج بمقابل أكبر من ذلك. وإن كنا هنا نتحدث عن حالات محدودة وأفراد قليلة، لأن الغالبية من السودانيين رفضوا ذلك السلوك المصري.
الموقف المصري قد لا يكون غريبا
الغرابة تبدو في موقف بعض الأقلام السودانية وتأييدها للإساءات التي تعرض لها السودانيون في استاد القاهرة والتي أدانها الجميع بما في ذلك الكثير من الإخوة الخليجيين.
هذه المواقف والكتابات التي نصرت الأهلي على الهلال هي إساءات وجهت للسودان وشعبه الكريم سواء كانت بدواع الانتماء الضيق للمريخ أو كانت من أجل مصالح خاصة ومآرب أخرى هي تعتبر من جنس (العمالة) الإعلامية ..لأن في مثل هذه القضايا التي تمس الوطن يجب أن تتوحد الرؤى ويجب أن يُقدَّم الوطن على الأهواء الخاصة.
عموما الإعلام السوداني في حاجة الي أن يتوحد وأن يحدث منه توافق تام في القضايا التي تمس الوطن لا سيما وأن قضية الهلال وشكواه الآن قيد النظر من الاتحاد الافريقي والاتحاد الدولي لكرة القدم ، وقد أحدثت تلك الشكوى زعزعة كبيرة في الأهلي المصري وإعلامه وأحدثت هزة بين جماهير النادي المصري بسبب قوة موقف الهلال وما يمكن أن يلحق بالأهلي المصري من عقوبات إذا نظر الكاف لشكوى الهلال بعين الاعتبار والعدالة.
الأهلي المصري الآن في موقف لا يحسد عليه… لو أنه خسر من الهلال وخرج من البطولة الافريقية ربما كان أحسن وأرحم مما هو فيه الآن فالموقف الذي هو فيه الآن جعل سيرة الأهلي وفساده وسلوك جمهوره وإدارته على كل لسان.