يسرية محمد الحسن : فطاحله الزمان
فطاحله الزمان ….
تحدثت في كلمه سابقه عن خبيرين من الخبراء الكثر الذين يعملون بهيئه الاذاعه والتلفزيون وسقت نمازج بسيطه عن دور كل منهما في اثراء شاشتنا القوميه بالخبر والصوره والتحليل ذلك للخبره الطويله والممتازه في اداره تلفزيون السودان واداره الاخبار والسياسه ولم انس خبيرنا الاول د. حسن ادم ابو الحسن الذي كان يتبوأ منصب مدير الاداره السياسه والاخبار قبل مجيئ الانقاذ وكيف تلقفته اداره قناه الجزيره القطريه في بدايه تاسيس القناه ليكون احد ابرز مؤسسيها لما له من باع طويل وخبره ممتازه بالعمل التلفزيوني ككل واداره الاخبار والسياسه تخصصا . خبراء الاذاعه والتلفزيون كل في مجال تخصصه عمله نادره وجب الحفاظ عليها ففي ظل هذا الظرف الاقتصادي الضاغط الذي يمر به السودان نجد ان هجره العقول تزداد يوما من بعد يوم وكم وكم من هذه الثروات البشريه فقدناها بسبب ضغوط الحياه وصعوبه الحصول علي ابسط مقومات العيش الكريم داخل الوطن فالعاملون بالدوله ككل لا تفي مرتباتهم بابسط الاحتياجات اليوميه لاطفالهم واسرهم لذا ومع فجر كل يوم جديد تزداد كثافه المهاجرين الي بلاد الله الواسعه علهم يستطيعون توفير حياه كريمه لهم ولابنائهمالمتعارف عليه عالميا ان التخصصات النادره في اي بلد من بلدان العالم لا يسمح لهم بالهجره وتقوم الدوله بمنحهم معاشا شهريا استثنائيا يفي بحاجتهم ويفيض وذلك لتستفيد منهم الدوله في نقل تجاربهم وخبراتهم الي الاجيال الجديده ويتم استيعابهم وفق عقود عمل مجزيه لذا نجد ان الامم من حولنا تتقدم وتزدهر . جمهوريه مصر العربيه وحكوماتها المتعاقبه علي مر السنين اهتمت بشريحه الاعلاميين ولا تعرف قوانينها المنظمه للمهنه احاله الي المعاش فهم يعرفون تماما ان الاعلامي كلما زادت سنوات عمله اكتسب الخبره .مبني صحيفه الاهرام مزدحم بتلك الاجيال المتعاقبه حتي مكاتبهم هي ذاتها وتجد الشباب من الجيل الجديد يجد اي معلومه يريدها في التو والحين من افواه هؤلاء الفطاحله لا تفرط فيهم الدوله ابدا وهكذا قس علي باقي مؤسساتهم الاعلاميه .كان الزمان بعد ضربه مصنع الشفاء هنا بالسودان وبدأت انظار العالم كلها تتجهه الي السودان لتر رد الفعل من قبل النظام الحكم انذاك وبما انني كنت وقتها اعمل مراسله لقنوات خارجيه كنت لصيقه جدا بالحدث وتداعياتها علي الصعيدين الرسمي والشعبي وصادف ان التقينا في دار احد كبار المسؤولين بالدوله للظفر بتصريح يطرح الرائ الحكومي والتعليق علي الحادثه كنا ثلاث زملاء اثنين من المحررين الشباب من التلفزيون وشخصي ممثله للقنوات الخارجيه التي امثلها تحدث لنا المسؤول الرفيع بانفعال بائن محملا المسؤوليه لدوله جاره واخذ يشرح كيف ان هذه الدوله سمحت للطائرات الامريكيه باستخدام احد.مطاراتها الحدوديه المتاخمه لحدود بلادنا . تحدث القيادي النافذ حديثا طويلا عن المؤامره علي السودان ومن يقف ورائهامن انظمه دول الجواروبما ان الخبر لا يحتمل اي تأخير والاحداث متلاحقه وفضائيات العالم مشغوله بالخبر الاهم وهو ضرب مصنع للادويه بالعاصمه الخرطوم يقول وزير خارجيه الولايات المتحده الامريكيه والرئيس الامريكي وقتها بل كلنتون ان استخبارات بلاده دمرت مصنعا بالخرطوم يقوم بطنع المواد الاوليه للسلاح النووي !هرعنا من فورنا الي غرف المونتاج التلفزيوني لتزويد مؤسساتنا بالتصريح ال ( خبطه ) للمسؤول الاول النافذ وقتها بالحكومه السودانيه واثناء تمريرنا لل ( الشريط ) انصب تركيزي علي حديث المسؤول الرفيع وهو يتهم
قياده الدوله الجاره والشقيقه وبسرعه استعرضت شريط الاحداث المتأزمه بين البلدين والحرب البارده بين قياداتهما !! ( استوب ) لفني المونتاج وطلبت منه التريث قليلا اتصلت من فوري تلفونيا بمكتب المسؤول الرفيع وطلبت من احدهم ان يسرع بالمجيئ الي استوديو الصواف بالخرطوم 2 /. دقائق وكان ابن المسؤول ورتبه في جهاز الامن يشاهدون التصريح الخطير !! ابديت رئي وقلت ان بثت هذه الماده ربما جرت علي بلادنا مشاكل كثيره ايد. كلامي ابن المسؤول ومسؤول الامن الاعلامي وعلي بركه الله تم حزف الفقره التي هاجم فيها المسؤول حكومه البلد الشقيق ! بثت الماده المسجله ولم يكن بها مايشير الي تورط اي دوله في الامر سوي تحميل السودان المسؤوليه كامله للولايات المتحده الامريكيهوحين اتصالي بالاخوه المسؤولين وقتها باداره الاخبار والسياسه وكانا الزميلين محمد ابشر عوض السيد وجابر الزين مردس واستفسرت عن الماده التي اتي بها المحرران الصغار فجاءني الرد كما كنت اتوقعه بان حذفت فقره التصريح الخطير دون حتي الرجوع الي المسؤول الرفيع ! هكذا هي الخبره ! وهكذا هم دوما الخبراء بالاعلام .الاعلام ياساداتي الان هو من يحكم العالم فان لم تكن الخبره موجوده انذاك وقت وقوع الحدث ويقظه الخبراء وفطاحله الاعلام لحل ببلادنا ما لايحمد عقباه
معالي السيد الدكتور جراهام عبد القادر ابق عشره علي الخبراء …..
يسرية محمد الحسن
صحيفة اخبار اليوم