ولا تعليق !
ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ..
وﺗﺒﻨﺎﻫﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ..
ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺄﺛﺮﺕ ﺑﺤﻀﺎﺭﺓ
إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ..
ﺃﻱ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻣﺼﺮ ﻭﺣﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ..
ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺗﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺭﻛﺰﻭﺍ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﻢ
ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ ..
ﻭﺃﻏﻔﻠﻮﺍ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺛﺮﺕ ﻓﻲ ﺣﻀﺎﺭﺓ
ﻣﺼﺮ، ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺛﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ..
ﻓﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻗﺪ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﻣﺼﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ.. ﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ
ﺫﻟﻚ ..
ﻭﻗﺪ ﻋﺜﺮ ﺍﻷﺛﺮﻳﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﺨﺰﻑ ﻓﻲ ﺑﻼﺩ
ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ..
ﻭﻫﻲ ﺗﺆﻛﺪ ﺑﺮﺍﻋﺔ ﺍﻟﻔﻦ ﺍﻟﻨﻮﺑﻲ ﻭﺗﻄﻮُّﺭ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﺔ ..
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺏ ﻣﺼﺮ ﺇﻟﻰ ﺷﻤﺎﻝ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﻠﻪ ..
ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﺣﻜﻤﺖ ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ
ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ..
ﻭﻗﺪ ﺃﺛﺒﺖ ﺍﻷﺛﺮﻳﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ
ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺮﻭﻣﺎ ..
ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﻤﺎﺛﻴﻞ ﻟﻺﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺃﻏﺴﻄﺲ ..
ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺒﺮﻭﻥ ﻣﺼﺮ ﺇﻟﻰ ﺑﻼﺩ
ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ..
ﻭﻗﺪ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻤﻌﺮﺽ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻘﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺔ
ﺑﻨﺴﻠﻔﺎﻧﻴﺎ 350 ﺃﺛﺮﺍً ﻓﻨﻴﺎً ﻧﻮﺑﻴﺎً ..
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻤﻖ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﺔ ﻭﺗﻨﻮﻉ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﻓﻴﻬﺎ ..
ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﺳﻮﺍﻥ ﺗﻤﺎﺛﻴﻞ
ﻟﻸﻣﻴﺮﺍﺕ ﻭﻣﺠﻮﻫﺮﺍﺕ ﻭﻣﻘﺘﻨﻴﺎﺕ ﺟﻨﺎﺋﺰﻳﺔ ..
ﻭﻛﻠﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﻭﺍﺣﺪ: ﺃﻥ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻀﺎﺭﺓ
ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ..
ﻭﺃﻥ ﺃﺛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻣﺼﺮ ﻛﺎﻥ ﻋﻤﻴﻘاً ..
وﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻬﻢ ﻋﺜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺺ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻭﺷﻌﺮ ﻓﻲ
ﺷﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ..
ﻭﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﺎﻥ ﻭﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﻮﻥ ﻳﺮﻭﻥ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ
إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻫﻲ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ..
ﻭﺃﻥ ﺃﺛﺮ الحضارة النوبية ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﺃﻋﻤﻖ ﻣﻦ ﺃﺛﺮ ﺟﻤﻴﻊ
ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺍﻵﺳﻴﻮﻳﺔ ..
ﻓﺎﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺳﻮﺍﺀ..
ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ النوبي ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺍﻷﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﻛﻞﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ..
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻔﺴﺮ ﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻔﻠﻚ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺮﻙ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ
ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺁﺛﺎﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﻭﻭﺳﻂ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﺁﺳﻴﺎ
ﻭﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ..
ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺟﺎﺭﻳﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍلإﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻟﺤﻀﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ !.
وبعد……………
هذا ما كتبه أيقونة الصحافة العربية الراحل أنيس منصور في عموده مواقف..
ولا تعليق !.