محمد عبد الماجد : بغم ..حمدوك.. (تعال قبل السنين تجري)
بغم
حمدوك.. (تعال قبل السنين تجري)
محمد عبد الماجد
• أعتقد أن رئيس الوزراء السابق الدكتور عبد الله حمدوك – بعد تجربة وهو في السلطة وهو بعيد عن السلطة نستطيع ان نقول عنه إنه أفضل ما قدمته لنا ثورة ديسمبر المجيدة، إلى جانب وجدي صالح ويمكن أن يكون معهما محمد ناجي الأصم لولا اختفاء الرجل وابتعاده عن الساحة.
• نحن نضع الشهداء في مكان لوحدهم وهم لا يمكن الوصول إليهم – لكن على المستوى السياسي علينا أن نقف عند الدكتور عبد الله حمدوك والذي أشعر بشعبيته الكبيرة حتى بعد أن تخلى عن المنصب وابتعد عنه، فهو مازال يلاحقه الثناء والتقدير (شكراً حمدوك).
• في السودان من الصعب أن تثني على مسؤول لتصل حد أن تقول له (شكراً)، ومن الصعب بل من المستحيل أن تجد هنالك شخصاً (متفقاً عليه)، مع ذلك حُظي حمدوك بنسبة ممتازة من التقدير والاحترام لم يجده غيره.
• لا أنظر إلى الدكتور عبد الله حمدوك من خلال أنصاره أو شعبيته التي يُحظى بها.. ولكن أنظر له من خلال خصومه أو الذين يعترضون عليه وينتقدونه، فأجد أن أعداء حمدوك أنفسهم يرفعون من قدره، لأن كل انتقاداتهم لهم لا تخرج عن أنه مهذب ومحترم، حيث بلغوا حد أن وصفوه بالرومانسية والضعف، لأنه لم يقتل ولم يسرق ولم يستعلَ على الشعب الذي كان يُخاطبه بكل أدب حتى اعتبروا منه ذلك ضعفاً.. علماً بأنّ القوة والبطش تتواجد في الجانب الآخر الذي يمثله العسكر – البرهان وحميدتي وغيرهما، ولم نجد منهم غير الخراب والضياع والتفلُّتات الأمنية والفوضى والغلاء ونذر الحرب.
• خصوم حمدوك يرفعون من قدره – الأمر ليس قصراً على أنصاره فقط – كفى أن الفلول يمكن أن يطيقوا أي شيء عدا حمدوك أو عودته من جديد للسلطة، وهذا ما يقلقهم فعلاً.
• هم لا يخشون حميدتي حتى بعد تصريحاته الأخيرة بقدر ما يخشون الدكتور عبد الله حمدوك.
• هنالك اتفاقٌ عامٌ حتى من خصومه أن الدكتور عبد الله حمدوك نجح في (الملف الخارجي) وكسر عزلة السودان الدولية، وكان حلقة وصل لدعم السودان الذي توقّف بعد انقلاب 25 أكتوبر.
• يُنتقد حمدوك من البعض لفشله في (الملف الداخلي)، وهذا أمرٌ نرده لهم، لأن شعبية حمدوك في الشارع وعلى القياسات الحديثة (مواقع التواصل الاجتماعي) تؤكد أن نجاح الرجل لم يكن خارجياً فقط، بل نجاحه أيضاً كان داخلياً وإلّا لما حقق لنفسه هذه الشعبية.
• النجاح في السودان يمكن أن يكون سبباً في أن تتعرّض للانتقادات والهجوم والرفض خاصةً بين المكونات السياسية التي لا تخشى شيئاً أكثر من النجاح.. لكن الشعب ينصف ويعرف.
• الإمام الصادق المهدي كانوا ينتقدونه لأنّه (ديمقراطي).. من يفعل ذلك كان الديمقراطيون أنفسهم!!
• الدكتور جون قرنق قتلوه لأنه كان رجلاً (وحدوياً).. من فعل ذلك ليس الانفصاليين بل الوحدويون!!
• الدكتور منصور خالد كانوا يهاجمونه لأنه (مفكر).. ومن يفعل ذلك كان أهل الفكر أنفسهم!!
• هذا هو السودان.
• الزعيم محمد إبراهيم نقد لاحقوه وطاردوه وحبسوه لأنه رجل شريف – لم يسرق ولم يقتل ولم يظلم أحداً – من فعل ذلك كان من بين الذين يدّعون الشرف!!
• الدكتور عبد الله حمدوك انتقدوه على (أدبه) وعلى (شعبيته)، وشعروا أن الخطورة تمكن في هذا الرجل، لأنّه يفكر ويخطط ويتقدّم.
• العبور والانتصار كان بالنسبة لهم مشكلة.. بعض قوى الثورة نفسها شعرت بالخطر من العبور.. هم لا يريدون عبوراً لا يكونوا هم جزءاً منهم.
• بل إنهم لا يريدون عبوراً لا يكونوا هم كل شيء فيه.
• هذا هو السودان.
• الدكتور العلامة والعارف عبد الله الطيب تحدث في بعض مُحاضراته عن (الحسد) في السودان.. وهو أمرٌ يقعد البلاد ويجعلنا بكل هذه الإمكانيات والثروات والثورات، ننتظر دعماً خارجياً من السعودية أو الإمارات أو قطر!!
• الشارع السوداني أظن بعد أن تعلّم من الأيام يقول لحمدوك (تعال فرِّح ليالينا تعال قبل السنين تجري)، الشعب السوداني يردد (أرجع تعال لي عود لي) – مع تأكيدنا إلى أنّ إطلاق كلمتي (الشارع والشعب) هنا مجازاً، حتى لا يخرج علينا أحدٌ ويقول من قال إنّ الشارع أو الشعب يريد ذلك.. أحسب أنّ حمدوك يرد على لسان ترباس وعلى المتربصين (صدِّقني ما بقدر أعيد قصة غرام بالشوق بدت.. قصة غرام دابها انتهت كيف تاني أرجع من جديد).
• على كُلٍّ – عودة حمدوك من جديد سوف تمثل أفضل الحلول لانتصار الثورة ولعبورها.
• إذا عاد حمدوك سوف يكون لثورة ديسمبر المجيدة الانتصار والعبور.
• نحن عبرنا.