بغم : محمد عبد الماجد : طيش حنتوب..مسؤول كبير في البلد!..
بغم
طيش حنتوب
محمد عبد الماجد
• في الكثير من الدول الافريقية الذين يخفقون في الدراسة يتجهون الى الزراعة وفي اسيا يتجهون الى التجارة وفي اوروبا يتجهون الى الفن ويصبحوا فلاسفة وأدباء.
• الفشل احيانا يمنحك قدرة على التفكير والتأمل ويجعل منك فيلسوف.
• اصدق الشعراء او اخطرهم على الاطلاق .. الذين فشلوا في علاقتهم العاطفية.
• تجربة قصة الحب الفاشلة تعطيك ما لا تعطيك له عشرة قصص حب ناجحة.
• في قصص الكثير من الفلاسفة والعباقرة في اوروبا رسوب وفشل كبير في الدراسة.
• عالم رياضيات كان يسقط في امتحان الرياضيات .. وشاعر كان يفشل في اختبار اللغة العربية… ورجل اعمال كبير كان يدك الحصة الاخيرة ولا يحل الواجب المدرسي.
• وهذا تأكيد يتمثل في ان الذين لا ينجحون في الدراسة لا يعني ذلك فشلهم في الحياة.
• الفشل احيانا يؤدي الى النجاح .. والنجاح احيانا يبقى مقبرة.
• النجاح في الحياة لا يعني بأية حال من الاحوال النجاح في الحياة.
• في السودان من يفشل في الدراسة يتجه الى السياسة .. تكوين حزب في السودان والارتزاق منه اسهل من انشاء متجر او طبلية او قدرة فول.
• وفي الفترة الاخيرة اصبح تكوين جيش في السودان اسهل من تكوين فريق كرة في الحي.
• الرئيس السابق جعفر نميري كان يسخر من زملاء الدراسة في مدرسة حنتوب ، وكان مجازا وهو يدرس مع محمد ابراهيم نقد والدكتور حسن الترابي وعباقرة السودان يطلق عليه (طيش حنتوب) الذي اصبح رئيسا لدفعته التى كانت تتقدم عليه كثيرا في الدراسة.
• طيش حنتوب زمان يعادل عاشر الشهادة السودانية الآن… وهذا لتوضيح .. علما ان نميري كان يتفوق في مجالات اخرى كان يتفوق في الرياضة وفي العسكرية وكان يمتلك كاريزما لا يمتلكها الذين تفوقوا عليه في العلوم المختلفة.
• يمتلك نميري مقومات (الرئيس) والمواصفات الرئيسية التى كان يتميز بها نميري لم تتفور لرئيس غيره .. لا قبله ولا بعده.
• ليس مطلوب من الرئيس ان يكون شاطرا في الرياضيات .. ولا مطلوب منه ان يكون ضمن العشرة الاوائل عندما كان في المرحلة الابتدائية.
• كان الرئيس اللليبي السابق معمر القذافي تطلق عليه الطرف والنكات التى ترتبط بالغباء وضيق الافق .. مع ذلك كان قذافي يسيطر على ليبيا سيطرة مطلقة رغم الطبيعة العسكرية والقبلية لليبيا .. ولقذافي شعبية كبيرة في الكثير من الدول الافريقية فهو يطلق على نفسه زعيم دول الساحل والصحراء.
• في السابق كان الطالب الذي يأتي (الاول) .. يعرف على نطاق المدرسة والحي والمجتمع .. وكان الطالب (الاول) شخصية معروفة وظاهرة .. وهو الطالب الذي لا يجد حرجا عندما يسأله عمه وهو يصب عليه الماء ليغسل يده عن نتيجته فيقول الطالب ورأسه مرفوع : (الاول).
• كل الاباء عندما يحكوا عن انفسهم لاولادهم كانوا يقول كل اب منهم انه كان (الاول) في الفصل.
• كل الاباء كانوا (اوائل) .. من الصعب او من النادر او المستحيل ان تجد اب في المركز (الثاني) عندما يحكي عن سيرته الدراسية لأبنائه.
• ومثلما كان الطالب (الاول) معروف ومشهور .. كان كذلك (الطيش) .. وهو طالب يتمتع بنفس الشهرة التى يتمتع بها الاول.
• سمات الطالب (الطيش) كانت ايضا تمنحه شيء من التميز .. فهو طالب رأسه قوى .. ولا يعرف الخوف .. ولا يضع اعتبارا لأحد.
• الطرق التعليمية الحديثة التى اصبحت تتبع في المدارس الآن .. جعلت الطلاب بدون (طيش) .. فهم لا (طيش) بينهم .. وهذه نظرة (تربوية) جيدة كنا نفتقدها في التعليم.
• المدارس الخاصة جعلت كل الطلاب (اوائل) .. وربما في هذا الامر نظرة استثمارية .. فلا يمكن لأسرة ان تدرس ابنها في مدرسة خاصة وتدفع له ملايين الجنيهات ويأتي في اخر العام ابنها في المركز الاخير.
• كلهم اصبحوا (اوائل) .. وأي طالب اصبح يكتب على نتيجته طالب هادي ومثالي ومجتهد عليه الاجتهاد اكثر في مادة كذا.
• اذكر ان ربات البيوت في اخر السنة كانن يهتمن ويسألن عن (طيش الفصل) اكثر من سؤالهم واهتمامهم بأول الفصل.
• لذلك كان (الطيش) دمه تقيل .. ولا يبال كثيرا.
• اولياء الامور قبل عشرين سنة او قبل ثلاثين سنة لو كانوا يعرفون ان (الطيش) سوف يصبح مسؤول كبير في البلد كانوا سوف يجعلوا اولادهم يتنافسوا على المركز الاخير.